امرأة من غزة

محمد عماره العضايله

قبل أشهر نقلت بعض محطات التلفزة العربية قول امرأة غزية تدعى ام مالك استشهد ابناؤها الأربعة في الدفاع عن غزة والكرامة والحرية حينها وبصوت عال رغم الأسى والحزن قالت : عنا قماش ابيض لتكفين شهدائنا وليس لنرفع راية الاستسلام
فكان لها ماقالت واوفت بوعدها .
إنها حفيدة جعفر الطيار رضي الله عنه شهيد مؤتة وتذكرني باقباله واستبساله في معركة مؤتة وهو يحدو ويقول :
يا حبذا الجنة واقترابها
طيبة وبارد شرابها
لأنهم يعلنون ان شعارهم واحد هو :
الفوز باحدى الحسنيين
الشهادة او النصر

والله انها بكلامها كانت أبلغ من كل ما قالته العرب فهذا عمرو بن كلثوم يقول:
إذا المجد سام الناس خسفا
ابينا ان نقر الذل فينا
اذا بلغ الفطام لنا صبي
تخر له الجبابر ساجدينا

وابلغ من قول السمؤ ل:

تسيل على حد الظبات نفوسنا
وليس على غير الظبات تسيل
يقرب حب الموت أجالنا لنا
وتكرهه أجالهم فتطول

وابلغ من قول أبي فراس الحمداني :
يقول اصيحابي الفرار او الردى؟
فقلت هما امران احلاهما مر
ولكنني امضي لما لايعيبني
وحسبك من امرين خيرهما الأسر
هو الموت فاختر ماعلا لك ذكره
فلم يمت الإنسان ماحيي الذكر.

هنا غزة …هنا يكتب التاريخ صفحات المجد
هنا غزة …كتبوا على جدرانها المدمرة عبارات الصمود والصبر.
حتى طيور غزة رغم أن لها جناحين لا تهاجر
لا نامت اعين الجبناء

مقالات ذات صلة