
إغتيال الأحلام
محمد عماره العضايله
تذكر التقارير الواردة من غزة ان عدد الشهداء الاطفال اكثر من ١٧٠٠٠ ألف طفل فقدوا حياتهم واحلامهم البريئة في أكبر جريمة ضد الأطفال في العالم فكل طفل منهم يروي قصة حلم انتهى بموته فهذا “حمزة ” كان يحلم ان يكون رائد فضاء…كان يحلم ان يأتي صاروخ ليأخذه إلى القمر ويستكشفه كان يقول لأمه ” ماما اتمنى ان يأتي صاروخ لاركب عليه ” فما علم انه سيأتي هذا الصاروخ وينهي حياته ويقتل أحلامه ويحولها إلى كابوس ويحرق جسده النحيل وكل شيء حوله حتى حذائه رغم انه ممزق يتعرض للابادة فهو حذاء كان يسير في طريق الذبح والجنون والجريمة .
ترى لو نزار قباني وغسان كنفاني ومحمود درويش وغيرهم لو كانوا احياء ماذا سيكتبون عن سيد شهداء الأطفال وعن حذائه الذي تعرض لصاروخ أميركي وخذلان عربي واسلامي ؟!
احلام تقتل لتكون منارة للأجيال.
“في حدا عايش هان ؟! ” إنها قصة ( علي ) الذي كان يعمل مسعفا في الدفاع المدني في غزة الذي اعتاد على قولها كلما حضر مع زملائه لانتشال الجثث من بين الدمار حيث كان يحلم ان يجد ناجين… كان يصرخ أمام المنازل المدمرة لعل أحدا تحت انقاض البيوت المدمرة على رؤوس ساكنيها فيسمع صوته ويحاول إنقاذه ويمنحه الحياة
وهكذا صار صوته صدى يتردد في كل أنحاء غزة لكنها جريمة الابادة التي طالت حياة “علي ” لينقطع صوته الباحث عن الناجين
لينقطع صوت الأمل والرجاء والحياة
إنها احلام تقتل وتغتال لتكون منارة للاجيال
وهذا طفل عرضته شاشة الجزيرة يحلم بالحصول على حذاء “يحلم بالحصول على شبشب . يا الله يا الله
احلام بسيطة ومشروعة الا اطفال غزة فاحلامهم تتعرض للابادة
احلام اطفال غزة تغتال فهناك ركام يجمع تلك البقايا من أحذية وكتب مدرسية وملابس ممزقة وقطع خبز جافة إنها مخلفات حرب قذرة وهمجية وصورة عهر عالمي يقوده الصهاينة واصرار على الابادة لما تبقى من غزة .
إنها بقايا اطفال خرجت عن الخدمة وشاهد ا اخر على الابادة والاجرام
إنها مؤامرة ضد حذاء حمزة الذي بقي ليضرب كل الوجوه المتخاذلة والجبانة .
ان صورة بقايا اطفال غزة أبلغ مماكتبه الأدباء والمثقفون ومن كل القيم الانسانية المفقودة
إنها عار الابادة الجماعية التي وصمت تاريخ قائد اكبر دولة عالمية كما تلاحقنا جميعا عربا ومسلمين.
إنها صورة بليغة ومحزنة للطفولة الحالمة بمستقبل افضل في غزة كما هي حياة كل اطفال العالم ورغم الفقد والاصابة الا ان اطفال غزة لم يستسلموا يوما ابدا
يا اطفال غزة
علمونا ان نكون رجالا
علمونا فن التشبث بالأرض
يا اطفال غزة
لاتخافوا موسى
ولا سحر موسى
ان هذا العصر اليهودي وهم
سوف ينهار
لوملكنا اليقينا



