هل علينا القلق من قدوم ترامب؟

 

د حسن براري العجارمة

اليوم، ونحن نشهد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية وعودته شبه الأكيدة للبيت الأبيض بحلول العشرين من يناير القادم، يجب أن نتذكر أن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لا تتغير بتغير الأحزاب الحاكمة، بل تظل ثابتة في جوهرها، رغم أن الآليات والأساليب قد تتبدل بين فترة وأخرى. فالمصالح الأمريكية في المنطقة تتعلق أساسًا بتأمين استقرار حلفائها الاستراتيجيين، وأمن إسرائيل، وحماية مصالحها الاقتصادية والنفطية.

 

سواء كان الرئيس ديمقراطيًا أو جمهوريًا، تبقى العلاقات الأمريكية مع إسرائيل في مقدمة أولويات السياسة الأمريكية، رغم اختلاف التكتيكات. ترامب نفسه قد أظهر ذلك بوضوح من خلال قراراته مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو دعم الخطط التي تعزز من موقف إسرائيل في المنطقة عن طريق المساهمة في هيمنتها وتسهيل ذلك من خلال اتفاقيات سميت بالابراهيمية. لكن هذا لا يعني أن الإدارة القادمة ستكون بالضرورة مشابهة، ولكن المؤكد هو أن التعاون مع إسرائيل سيظل مستمرًا في جميع الأحوال.

 

في الأردن، وفي دول المنطقة بشكل عام، علينا أن نتفهم هذه الديناميكية جيدًا. فالتغيير في القيادة الأمريكية قد يثير الكثير من التساؤلات والقلق، لكنه يجب أن لا يجرنا إلى الاستنتاجات المتسرعة. فالمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة ثابتة، وما يتغير هو كيفية تنفيذها بناءً على الظروف الدولية والإقليمية. ما يعنينا كدول في المنطقة هو أن نبقى حريصين على مصالحنا الوطنية، وأن نكون مستعدين للتعامل مع كل التغيرات بشجاعة وواقعية، كما علينا تفحص الخيارات المتاحة في قادم الأيام.

 

المهم هو ألا نسمح لهذه التغييرات أن تلهينا عن العمل على تعزيز استقرارنا الداخلي وتعميق علاقاتنا مع شركائنا، فنحن في النهاية، من سيقرر كيفية مواجهة التحديات القادمة. فواهم من كان يظن أن هاريس هي من سيغير الواقع القاتم أو أن ترامب سيزيده قتامة، فمفتاح التغيرات في المنطقة بأيدينا التي كبلناها بتكبيل الشعب.

مقالات ذات صلة