ما هي الدوافع وراء التفكير بتغيير العقيدة النووية الإيرانية…
يحيى بركات
بعض الاخبار على مواقع التواصل الاجتماعي افادت أن إيران أجرت تفجيراً نووياً في ال 5 من أكتوبر الجاري ، اعتقد انه ادعاء. يتطلب تدقيق حيث لم يصدر عن أي من وكالات الانباء الموثوقه حدوث تجربة تفجير نووي في ايران ،ولم يصدر بيان من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة الأنشطة النووية في العالم ،بأن تفجير نووي اجري تحت الارض في ايران كما كان يحدث مع كوريا الجنوبية عندما تجري اي تجربة تفجير نووي في اراضيها ، وحتى لم يصدر اي تاكيد من الحكومات المعنية لأن اي تفجير تحت الارض يتم رصده فورا ويتم الاعلان عنه من قبل المنظمات الدولية: مثل الأمم المتحدة ولايوجد اي أدلة علمية قاطعة تثبت أن انفجار نوويًا وقع تحت الارض في ايران، ولم يؤكد تحليل الزلازل الدقيق والتحقيقات الدولية أو ينفي هذا الخبر .
ان إعلان أي دولة عن امتلاكها سلاحًا نوويًا له تداعيات دولية واسعة النطاق، وغالبًا ما يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة. لذلك، فإن مثل هذا الادعاء لا يتم إطلاقه بسهولة ويجب أن يكون مدعومًا بأدلة قوية.
صحيح أن السرية تكتنف أمتلاك أسلحة نووية ، وايران تبقي برامجها النووية سرية، والتقنيات المتطورة ادت الى صعوبة اكتشاف التفجيرات النووية الصغيرة، خاصة إذا تم إجراؤها تحت الأرض.وايران تقوم بتضليل الغرب الصهيوني وإسرائيل حول برامجها النووية. لكن حتى الآن لا يوجد تأكيد رسمي من أي جهة موثوقة حول حدوث تفجير نووي تحت الارض في إيران.
أن التحليلات والادعاءات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تؤخذ بحذر شديد قبل استخلاص أي استنتاجات .
ونظرًا لأهمية هذا الموضوع وحساسيته يفضل دائمًا الرجوع إلى مصادر إخبارية متعددة وموثوقة للحصول على معلومات شاملة ومتوازنة، لان التوترات الإقليمية في المنطقة قائمة خاصة بين ايران وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
ما الذي يدفع دولة مثل إيران إلى التفكير في خطوة جذرية كتغيير عقيدتها النووية؟
هذا هو السؤال المحوري الذي يطرح نفسه بقوة في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة. ، فهل التهديدات الخارجية هي الدافع الوحيد وراء هذا التوجه، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا حاسمًا؟
إن قرار تغيير العقيدة النووية ليس قرارًا يتخذ بسهولة، فهناك فتوى دينية من المرشد الأعلى تحرم امتلاك الأسلحة النووية، وتغيير هذه الفتوى يتطلب موافقة المرشد الأعلى في حال تعرض ايران الى مخاطر حرب شاملة ولكي تحقق ايران الردع النووي ، فامتلاك ايران سلاحا نوويا هو السبيل الوحيد لردع الكيان الإسرائيلي عن شن هجمات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، بل هو قرار يتضمن تداعيات عميقة على المستوى الإقليمي والدولي. فما هي المخاطر التي تتحملها إيران إذا قررت المضي قدمًا في هذا الطريق؟
وكيف ستؤثر هذه الخطوة على التوازن الاستراتيجي في المنطقة؟
تشكل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بالضربات العسكرية على المنشآت النووية الإيرانية ضغطًا هائلاً على النظام الإيراني، مما يدفعه للبحث عن وسائل ردع أكثر قوة.
يرى النظام الإيراني أن امتلاك سلاح نووي هو الضمانة الوحيدة لحماية أمنه القومي واستقراره في وجه التهديدات الخارجية.
هناك تيارات داخل النظام الإيراني ترى أن امتلاك سلاح نووي سيعزز مكانة إيران كقوة إقليمية وسياسية، وسيحقق لها احترامًا أكبر على الساحة الدولية.
أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والضغوط الغربية المستمرة قد تدفعها إلى التفكير في تغيير سياستها النووية للحصول على تخفيف هذه الضغوط. رغم أن تغير العقيدة النووية الإيرانية قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة،
ويزيد من حدة التوترات بين إيران ودول الجوار السعودية والامارات .
ومن المحتمل أن يفرض العالم الغربي عقوبات اقتصادية أشد على إيران، مما يؤثر سلبًا على اقتصادها ومواطنيها.
وقد يؤدي هذا القرار إلى عزل إيران دوليًا، مما يضعف مكانتها على الساحة الدولية ويصعب عليها بناء علاقات تعاونية مع الدول الأخرى الا إذ كانت ايران قد وصلت مع روسيا والصين إلى اتفاق مسبق حول ذلك ،كي تتجنب شدة العقوبات الغربية .
هناك تيارات داخل النظام الإيراني تؤيد تغيير العقيدة النووية، معتبرة أنها الضرورة القصوى لحماية أمن البلاد.
أن امتلاك ايران للسلاح النووي يحقق توازنًا استراتيجيًا ويقلل من النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة،
وهناك تيارات أخرى تعارض هذا التغيير، خوفًا من عواقبه الوخيمة على إيران وعلى المنطقة بأسرها.
قد يؤدي إلى عزل إيران دوليًا وفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها كما يحدث مع كوريا الجنوبية .
تطوير برنامج نووي عسكري يتطلب ميزانيات ضخمة،
الا اذا كانت ايران قد وقعت اتفاقيات اقتصاديه وعسكرية مع الصين وروسيا والهند ، فيمكن لها تغيير العقيدة النووية الإيرانية حينئذ ، رغم أن ذلك يتضمن العديد من التحديات والآثار، وهو قرار يتطلب تقييمًا دقيقًا للمخاطر والفوائد المحتملة.
هذا الموضوع حساس للغاية والمعلومات المتاحة حول هذا الموضوع تتغير باستمرار، ومن الضروري التفريق بين الآراء الشخصية ، والحقائق الموضوعية.
.