
“They must go”
سائد كراجة
حرير- «عليهم أن يغادروا»، هذه هو عنوان كتاب الحاخام كاهانا، زعيم حركة كاخ الإرهابية وخلاصته أن إنقاذ دولة إسرائيل يكمن بالحفاظ على أغلبية يهودية في أرض إسرائيل الموحدة، الأمر الذي يستوجب طرد الفلسطينيين، وتجريدهم من الجنسية الإسرائيلية، حتى لا «يهدموا» دولة إسرائيل بالديمقراطية وبالأغلبية السكانية، والأهم في كتابه الدعوى الى الانفصال عن الفلسطينيين، وذلك إما بإبعادهم عن أرض إسرائيل الموعودة أو قتلهم إن قاوموا، وخلّف لنا هذا الحاخام الذي تم اغتياله في أميركا، تلميذا مخلصا له، وهو الطبيب الإرهابي باروخ غولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994، ذاك الإرهابي الذي يزار قبره من المجتمع الصهيوني تمجيداً؛ باعتباره بطلا وطنيا!
يسيطر التيار الصهيوني الاستيطاني الآن على المجتمع الإسرائيلي، وقد انتشر في الجيش ومؤسسات الدولة، وهذا التيار الذي له مدارس متطرفة أسسها الحبر يهودا كوخ، هو التيار الذي يعتبر المرجعية الدينية لحركة الاستيطان القائمة في الضفة الغربية وهو التيار الذي يدعم علنا تهجير وقصف غزة وجنوب لبنان.
الصهيونية التي بدأت علمانية يسارية تقاد اليوم من حركة سلفية متطرفة تشكل «إسرائيل الإرهابية»، التي تؤمن وتعمل بالقوة لفرض إقامة وطن قومي لليهود في أرض الميعاد، وجعلها دولة لليهود واليهود فقط!
بالمنطق البسيط، فإن مشروع دولة يهودية على الأرض «الموعودة» يتناقض مع وجود حوالي سبعة ملايين فلسطيني في أرض فلسطين التاريخية، كما ويتناقض مع أي مشروع مقاومة مسلحة أو سلمية لهذا المشروع من أي طرف كان، فالمطلوب هو محو الفلسطيني عن الوجود أو طرده وتخليه عن «أرض الميعاد»، لهذا فإن عقيدة جنرالات إسرائيل التي كانت تدعي أنها جيش دفاع لم تعد تُخفي انها جيش احتلال واستيطان وتهجير، إسرائيل الإرهابية هي دولة استعمار موجودة بالتفوق العسكري، وليس بالسلام، فهي دولة تعتبر حتى التطبيع «خاوة» على دول عربية لأنها مرتهنة للمشروع الصهيوني الأنجلو أميركي.
أغلب الدول العربية وأغلب السياسيين العرب ما يزالون في حالة إنكار لإرهابية وعدوانية إسرائيل، وهم يتعاملون مع محرقة غزة ومشروع تهجير الغزيين وأيضا مع العدوان على لبنان وكأنه يحدث في كوكب بعيد آخر، معتقدين أن هذا الامر لا يعنيهم، يتذرعون أحيانا بلوم حماس على – فعلتها- او إيران على أطماعها تارة وعلى سكوتها تارة، وهم في السر و-بعضهم- في العلن يشتركون مع الحلم والأمل الصهيوني بمحو الفلسطينيين وإغلاق قضيتهم «المزعجة» هذه! ما لا يعرفه هؤلاء الأشاوس أنهم، وفي أبعد العواصم عن فلسطين، ما يزالون مستهدفين بالمشروع الصهيوني الأنجلو أميركي شاءوا أم أبوا، وأنهم إن لم يقاوموا هذا المشروع ويعدوا له العدة، فسيرددون قريبا «أكلت يوم أكل الشعب الفلسطيني»، يبدو «ما بدهم يفهموا جنابكم».



