حكومة الرزاز في ظل الإخفاقات المتتالية … حاتم الكسواني

لا أعتقد بأن حكومة الرزاز ستبقى بخير بعد كل الإخفاقات التي منيت بها أذرعها الوزارية والمؤسسية فبدءا” من إخفاق الحكومة في مواجهة مشكلتي الفقر والبطالة ، بإخفاق فريقها الإقتصادي الذي تم تغييره وتحديثه أكثر من مرة … ومرورا بتعدد أوجه الحراك المعارض لسياساتها الذي تباينت وسائله وأساليبه فبالإضافة إلى وقفات الرابع المنتظمة والمحافظة على زخمها بدأ التجار بإصدار بيانات تبرز إنهيارات قطاعاتهم المختلفة نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن الأردني وبدأ إضمحلال الطبقة الوسطى في المجتمع الأردني .

ومما زاد الطين بله بدأ كثير من التجار بإغلاق محالهم حتى العريقة منها كمحلات الدباس في وسط العاصمة عمان ، بل أن كثيرا منهم أعلن مغادرته للبلاد بحثا عن دول تحتضن إستثماراتهم وخبراتهم التجارية .

أما قطاع الصناعة فلأنه ليس سهلا عليه خسارة ما بناه فقد دخلوا مع الحكومة بمعركة تخفيف الضغوط والأضرار التي قد تسبب إغلاق مصانعهم والتوجه للإستثمار في دول أخرى ، فعملوا على إحداث تغيير إستراتيجي في بنية نقاباتهم ليتبوء الشعبويين سدة قيادة غرف الصناعة والدخول في مفاوضات حول قضايا  التخفيف من أعباء الضريبة والرسوم والبدلات والتعليمات الحكومية على قدرتهم على الصمود ومواصلة أعمالهم ، وماتقدمه من فوائد للوطن كفرص العمل ،  ورفد خزينة الدولة بالعملات الصعبة..  ناهيك عن مايدفعونه من ضرائب ورسوم جمركية وتشغيل لعديد من القطاعات .

وإذا لم تتمكن الحكومة من التفاهم مع هذا القطاع الهام فإنها تضع مسمارا إضافيا في نعشها .

وتوالت إخفاقات الحكومة مع كل تجربة مرت  بها ، فنجد بأن مؤسساتها لاتلتزم بخفض النفقات ، ولا بأسس التعيينات ولا بتعليمات السفر والمشاركة بالفعاليات والمؤتمرات ، وتعاظم فيها دوران العمل ، وبرز ضعف الأداء الإداري ، وإنتشار الرشى بين موظفيها بصورة واضحة تذكرنا بما كان عليه القطاع العام في الدول الشمولية المحيطة بنا .

حكومتنا غالبا لم تحاسب ولم تعاقب وتخرج كل يوم من حالة فساد إلى أخرى .

ونعتقد بأن هناك قشتين قد قصمتا ظهر البعير :

الأولى كانت بالأمس القريب الذي بدات فيه مسيرات طالبي فرص العمل من مختلف المحافظات  بالتوجه متجاهلة وجود الحكومة نحو الديوان الملكي الهاشمي .

والثانية نعيشها اليوم وتتمثل بفشل أمانة عمان الكبرى في أن تمتص غضب الأردنيين من الحفل التبذيري التكريمي للفنانين العرب بعدم نجاحها في مواجهة تباعات المنخفض الجوي العميق الذي ضرب المملكة وأغرق البلاد والعباد وأشاع التدمير والخراب  .

وعليه فإننى أرى وأتوقع إجراءا قاسيا ضد حكومة الرزاز … وإن غدا لناظريه قريب .

مقالات ذات صلة