حين تُرتكب الإبادة باسم اليهود … نتنياهو والمسؤولية الأخلاقية عن الكراهية

يحيى بركات

حين تُرتكب الإبادة باسمؤ اليهود
نتنياهو والمسؤولية الأخلاقية عن الكراهية

ما قاله نتنياهو عقب جريمة إطلاق النار في أستراليا لم يكن إدانةً أخلاقية بقدر ما كان محاولة مكشوفة للهروب من مسؤوليته.
رجل مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وتجويع وتهجير قسري، يحاول أن يُعيد تعريف كل ما ارتكبه تحت عنوان واحد: الدفاع عن السامية.
هنا تتحول الجريمة من فعل عسكري إلى ابتزاز أخلاقي.
أن تُقصف المدن، وتُحرق المستشفيات، ويُجوَّع الأطفال، ثم يُطلب من العالم أن يصمت لأن القاتل يدّعي أنه يحمي جماعة دينية.
أن تُرتكب الإبادة باسم اليهود، ثم يُلام الآخرون على نتائج هذا الربط القسري والخطير.

نتنياهو لا يدافع عن اليهود.
بل على العكس، هو يضع اليهود في العالم كلّه في مرمى الخطر، حين يربط هويتهم الإنسانية والدينية بمشروع استعماري عنصري إبادي.
ولذلك، لم يكن صدفة أن يسارع يهود كُثر، داخل كيان الاحتلال إسرائيل وخارجها، إلى إعلان رفضهم القاطع لأن تُرتكب هذه الجرائم باسمهم، مؤكدين أن ما يجري لا يمثلهم ولا أخلاقهم ولا تاريخهم.

أما ما جرى في أستراليا، فهو جريمة مدانة بلا أي التباس.
قتل المدنيين مرفوض دائمًا، دون أي تمييز للدين أو العرق أو الهوية.
كما نرفض استهداف المصلّين اليهود في أستراليا، نرفض إرهاب دولة الاحتلال في فلسطين، وفي سوريا، وفي لبنان، وفي اليمن، ونرفض الإرهاب الديني أينما كان، سواء ارتدى عباءة صهيونية، أو إنجيلية متطرفة، أو أي خطاب عقائدي يبرر العنف.

والوقائع نفسها، بعيدًا عن الخطابات، تكشف زيف رواية “معاداة السامية”.
فالشخص الذي أوقف منفّذ الهجوم في سيدني ومنعه من إكمال المجزرة لم يكن يهوديًا ولا رجل أمن، بل شاب عربي مسلم اسمه أحمد الأحمد، أب لطفلين، يملك متجرًا بسيطًا لبيع الفواكه، ولا خبرة له بالسلاح.
تقدّم وحده نحو المسلّح، جرّده من سلاحه، وأُصيب برصاصتين، وهو يستعد لعملية جراحية.
رئيس الوزراء الأسترالي نفسه وصف ما فعله احمد الأحمد بأنه مشهد مذهل، واعترف بأن شجاعته أنقذت أرواحًا لا تُحصى.

هذه الحقيقة وحدها كافية لإسقاط السردية كلها.
لو كان العالم يعيش حرب أديان، لما خاطر رجل مسلم بحياته لإنقاذ مصلّين يهود.
ما يجري ليس صراعًا دينيًا، بل صراع بين إنسانية ما زالت تقاوم،
وإجرام يحاول أن يرتدي ثوب الأخلاق.
معاداة السامية لا تُحارَب بالإبادة،
وتجريم الإبادة لا يعني كراهية اليهود،
والخلط المتعمّد بين الأمرين ليس جهلًا، بل سياسة محسوبة تهدف إلى إسكات العالم.

نتنياهو رئيس وزراء كيان الاحتلال العنصري الفاشي المجرم
لا يحارب الكراهية،
هو يصنعها…
ثم يتاجر بها.

يحيى بركات
مخرج وكاتب سينمائي
14/12/2025

#حين_تُرتكب_الإبادة_باسم_اليهود
#من_الإبادة_إلى_الابتزاز_الأخلاقي
#ضد_قتل_المدنيين
#لا_للأبارتهايد
#محاسبة_مجرمي_الحرب

مقالات ذات صلة