بالله إنجازات؟!.. صالح عبدالكريم عربيات

تشفق على حال العريس أو العروس في الأردن، فهو بعد أسبوع واحد من زواجه الكل يبدأ بسؤاله: في اشي على الطريق؟! مع أن الزلمة بعده ما حفظ اسمها الرباعي.. وهي إلى تلك اللحظة لم تعرف بعد أين السكر والشاي في المطبخ، ومع كل ذلك يبدأ الغمز واللمز والسؤال؟!

يعني حتى لو ربحت جائزة من أي مول على الأقل يحتاجون الى أسبوع حتى يقوموا بتسليمك الجائزة، وقد تكون عبارة عن ثلاث علب فول، فكم يحتاج الإنسان الطبيعي حتى يستلم أغلى جائزة في حياته وهي المولود الأول، وإن كانت معاملة دفع المسقفات في البلدية تحتاج الى أكثر من أسبوع حتى تدفعها، فكيف ندفع العريس الى التهور والارتباك وندخله في دائرة الشك من أول أسبوع!
بعد شهر، إذا لم يكن هناك أي شيء، يطلب من العروسين مراجعة الأطباء والمختبرات وحتى دائرة البحث الجنائي لمعرفة السبب، أما بعد ثلاثة أشهر فقد يطلب من العريس أن يتزوج من أخرى.. فيضيع العريس بين كل تلك الضغوطات ولا يستطيع أن يحمّل فيديو واتس اب وليس التفكير بالحمل، وتبدأ النصائح تنهال من كل اتجاه!
أعجبتني وزيرة شؤون المرأة النيوزلندية، فهي رغم مشاغلها الحكومية حملت على السكت وبدون زن من أحد بالإسراع في الخلفة، والعجيب أنها حين ذهبت للولادة استعملت دراجة هوائية في طريقها الى المستشفى.. دراجة هوائية ونحن منذ اليوم الأول إذا ثبت الحمل تصلي على كرسي، ولا تستطيع حمل صحن الحمص، ثم تأكل الأخضر واليابس ليس من أجلها بل من أجل الجنين مع أن معدته لم تتكون بعد.. وحين تذهب الى المستشفى يرافقها موكب أكبر من موكب ترامب، وفي غرفة الولادة تتدخل قوات الدرك لإخراج المهنئين.. دراجة هوائية وهي وزيرة وحامل، وحتى أنها لا تجد من يغلي لها القرفة، ومع ذلك قد يكون مولودها في المستقبل خليفة بيل غيتس، بينما نحن نضع له ألف واسطة حتى يتم قبوله بسلطة المياه مراقب خزان!
الحمل بيننا وبينهم يشبه أيضا الإنجازات، فالوزيرة حملت بدون تسرع أو تهور وهي بكل تأكيد إنجازاتها أيضا على هذا النحو تكون حقيقية، بينما الرئيس في بلدنا مثل العريس منذ اليوم الأول نسأله في اشي على الطريق؟! حتى يرتبك ويتخربط ويطل علينا بإنجازات وهمية.
من إنجازات الحكومة توفير 151 مليون دينار، يا سلام على هذا الإنجاز العظيم ما مصنع الدخان عليه تهرب ضريبي بنفس المبلغ ويزيد، ثم إن من إنجازاتها فتح حوار حول قانون الضريبة.. يا سلام تقول مفتتحين سكة حديد، أو محطة مفاعل نووي، والإنجاز الأهم هو تخفيض رواتب الوزراء 10 %، فهل يكفي ذلك التخفيض لسفرة أحد المسؤولين أو بنزين لسيارته أو حتى قهوة سادة لمكتبه، ثم الإعلان عن تسعيرة المشتقات النفطية ونشرها بكل شفافية، صحيح من كثر شفافية التسعيرة تبين لنا أن غسيل وكوي ملابس قبطان السفينة التي تنقل النفط محسوب في التسعيرة!
لو ترجع العجز والمديونية للصفر، وترجع الفوسفات والمطار والميناء، وترجع فلسطين، ولم يرجع مطيع بعد فلا يمكن أن يسجل لكم الشعب أي إنجاز ما ذكر.. فالناس أصبحوا يخافون من ألف مطيع في المستقبل!

مقالات ذات صلة