وين فلان؟”.. تيسير محمود العميري

ما أن أعلن المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم جمال أبو عابد، يوم أمس، عن اختيار 26 لاعبا لبدء تدريبات “النشامى” مطلع الشهر المقبل، تأهبا لمواجهتي لبنان وعمان وديا يومي 6 و11 أيلول (سبتمبر) المقبل، تحضيرا لنهائيات كأس آسيا في الإمارات، حتى خرجت تعليقات وتلميحات وتساؤلات، بشأن ضم لاعبين واستبعاد آخرين.

“وين فلان؟”.. سؤال لا بد من تكراره في كل مرة من قبل الإعلاميين والمحللين والمتفرجين على حد سواء.. لماذا تم اختيار هذا اللاعب ولم يتم اختيار ذاك؟.. سؤال متكرر برسم الاجابة، يجسد واقعا صعبا مفاده “إرضاء جميع الناس غاية لا تدرك”.
26 لاعبا اختارهم أبو عابد والجهاز الفني.. قد يكون أصاب أو أخطأ في بعض الاختيارات، ولكن ليس من المعقول ضم كل لاعب يسجل هدفا في مباراة بالدوري، وليس معقولا أيضا ضم لاعب مصاب إرضاء لجمهور هذا النادي، وليس منطقيا أيضا أن يتم اختيار بعض اللاعبين الذين لم يفعلوا شيئا يذكر في الآونة السابقة.
لنعترف بصراحة.. هذا هو الموجود في ملاعبنا.. ربما يكون الخلاف على عدد محدود جدا من اللاعبين الذين يستحقون أو لا يستحقون ارتداء قميص “النشامى”.. أعتقد أن الأمر ينحصر بلاعبين أو ثلاثة فقط، ذلك أن مستوى اللاعبين متقارب إلى حد غابت فيه النجومية والفوارق بين اللاعبين.
ما يهم أن يحافظ المنتخب على شكله الفني وهويته داخل الملعب.. التغيير الكثير يفقد المنتخب “البوصلة” نحو الاتجاه الصحيح.. نحو تحقيق الانجازات.
الوقت يمر ولم يعد من متسع للاختبار والاختيار الجديد.. المنتخب بحاجة إلى الانسجام فلا يخوض كل مباراة بتشكيلة مختلفة عن الاخرى، ولذلك يجب أن يصل المنتخب الى درجة معقولة من الاستقرار إذا ما احسن الاختيار.
المنتخب سيخوض سلسلة من المباريات الودية استعدادا لمواجهة سورية وفلسطين واستراليا بنهائيات آسيا.. ثمة مباريات ودية قوية لا سيما التي ستجمع النشامى مع منتخب كرواتيا وصيف بطل العالم، بالاضافة الى لبنان وعمان والهند والبانيا ومنتخبات أخرى لم تتحدد هويتها بعد.
في آخر تصنيف للمنتخب على اللائحة الدولية بلغ ترتيبه 110، واذا كان البعض لا يرى في التصنيف الدولي مقياسا حقيقيا للمنتخب، الا أن الحقيقة تقول غير ذلك، لأن التصنيف مرتبط بالنتائج، وحين وصل المنتخب الوطني الى المركز 37 عالميا قبل 14 عاما، لم يكن حاله مثل هذا الحال.. كان منتخبا مرهوب الجانب.
الخلاصة.. مهما كانت الاختيارات بشأن اللاعبين، فسوف تتكرر نفس الاسئلة، وأفضل اجابة من قبل الجهاز الفني واللاعبين المختارين، تكمن في تحقيق النتائج الطيبة رسميا ووديا.

مقالات ذات صلة