ذهب التعب وثبت الأجر إن شاء الله

 

القاضي وليد قدورة

 

الحج امتحان عظيم ومادة الإعداد له هي الإيمان والإحسان والتقوى لذلك قال تعالى حتى لا نعود من حجنا صفر اليدين (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى) وكما هي اختبارات الدنيا يعلم كل إنسان نتيجته وإن لم يطلع عليها بحسب ما قدم من جهد وللحج خصوصية في هذا المقام حيث يعلم الموفق بقبول حجه من خلال علامات وإشارات يقذفها الله في قلبه ويلهمه إياها فمن وجد ذلك فقد نال مقاما عليا فليحافظ عليه وليرتق في مراقي الطاعات كما قال سيدنا عمر بن عبدالعزيز(إن لي نفسا تواقة تاقت إلى أعلى منازل الآخرة فنالتها وهي الآن تتوق إلى أعلى درجات الآخرة فأرجو أن تنالها ) فمن ألهم القبول فقد فتح له الباب فإياه أن ينكص على عقبيه فيرد إلى أسفل سافلين .

ومن أحسن ظنه بالله ووقر في قلبه أن الله تقبل حجه فليعلم أن القبول درجات كما هر درجات امتحانات الدنيا وإنى أحسب ولا أزكي على الله أحدا أن من نال أعلى درجات القبول من حجاج هذا العام من اصطفاهم الله عنده من الحجيج فختم لهم محرمين ملبين لم يقبل الله أن ينالوا جوائزهم ويعودوا إلى ديارهم حتى استأثر بهم لتكون مكافأتهم عنده في الملأ الأعلى اللهم اغفر لهم وارحمهم وألحقهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

مقالات ذات صلة