الهُوة واسعة بَين دوزَنة الكلام و صدق الأفعال

محرر الشوون الإجتماعية

تضع امامنا نظريات علم النفس والاجتماع خيارين لا ثالث لهما في التعامل مع البيئة المحيطة في حال اختلافنا مع ساكنيها، إما أن تعدّل سلوكهم بما يتناسب مع مواصفاتك، أو أن تعدل سلوكك انت ليتواءم مع سلوكهم ومواصفاتهم، و إلا ستكون فاقدا لإمكانية النجاح او التعامل مع الجميع.

في علم الكلام والاقناع، تضعنا النظريات والاعراف أمام قواعد جمّة، لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتعالجها، فأثبتت ان الافعال دوماً اعلى صوتا من الأقوال، وأن صوت الحق يجب أن يكون عاليا وعليه ان يكون أكثر تأثيرا من صوت منخفض مهزوز.
ومن تجارب المعارك وُلدت حقائق دامغة، مقنعة، حيث عليك خوض معاركك لأخر رمق، لا هروب ولا انسحاب، حتى تتكسر بين يديك كل الأسلحة.

فمن سيدافع عن مَن خلفك حينما تهرب؟!

الخصومة، والتنافس، والمنازعة، حتى في أوج الحروب لها قواعدها الأخلاقية العالية، لا فجور ولا طعن ولا فحش، الخصومة يجب أن تتحلى بالشرف.
في ديمقراطية الشعوب لا تتفق الأطراف المتصارعة ذات المصالح الواحدة على إيذاء نفسها بإيذاء خصمها بالتحالف مع عدوها اللدود وعدو مصالحها الأصيلة.
وفق مفهوم عقيدتنا وانسانيتنا وعرفنا وعاداتنا، لا زلنا نبحث عن لغة راقية للخطاب والفهم وحتى الخصومة، حتى ونحن في اوج انجازنا وانتصارنا.
لغة الانتصار عليها ان تكون راقية، وهي دوما مرتبطة بالإنجاز، لا بالوعود وسحر الكلمات واللعب على حافة العواطف لتجرحنا لاحقا حينما ينكشف زيفها.

مقالات ذات صلة