الدولة الفلسطينية التي نريد .

حاتم الكسواني

من الخطير جدا الإنصياع للرؤيا الأمريكية لرسم ملامح  المنطقة التي تستند إلى القضاء على حركة حماس و تحييد الفلسطينيين كقوة مقاومة ذات ذراع عسكري قادر على مشاغلة الدولة الصهيونية الهشة وجيشها المتداعي الذي كلما وصل لنقطة الانهيار هبت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بإنقاذه بكل ما تملك من قوة عسكرية ودهاء سياسي وسيطرة على دول العالم .
فلا معنى لأي كيان فلسطيني هش مقطع الاوصال مجرد من السلاح يتشكل في غزة بعد وقف إطلاق النار وعلى شاكلة السلطة الوطنية الفلسطينية التي تستطيع القوات الإسرائيلية عزلها وإقتحام مناطقها و قتل أبنائها وقتما تشاء، ، وكيفما تشاء  .
وهنا لابد من القول وبصريح العبارات : بأن عدم تدخل الدول المحيطة باسرائيل بقوة لوقف عدوانها على غزة والضفة الغربية يضر بها وبمستقبلها لأن لا  التصور الأمريكي  للمنطقة بعد حرب غزة ، ولا النوايا الإسرائيلية تريد تغير وظيفة الكيان الإسرائيلي في منطقتنا العربية   كشرطي  مثير للقلاقل والقلق  ، وكمركز للتجسس وإدارة المؤامرات فيها  بالشكل الذي يبقي انظمتها السياسية تابعة عمياء لأوامر ونصائح الولايات المتحدة الأمريكية المخادعة ويبقي مقدراتها مستباحة من قبلها وتبقى انظمتها خائفة مرتجفة على الدوام .
وبكل بساطة فإن المتمعن لما يجري في المنطقة يدرك بأن إسرائيل دولة عاجزة أمام قوى المقاومة وأن الذي يحميها هو مهادنتها من قبل بعض دول المنطقة مما يضمن لها هدوء كثير من الجبهات المحيطة بها ، بل ويضمن لها  مشاركة بعضها في حصار واضعاف المقاومة الفلسطينية الباسلة ،  فلو جمعنا طول الحدود التي تحيط بالكيان الصهيوني نجد بأن كل ما تملك إسرائيل من قوة عسكرية   لا تستطيع حمايتها  او حتى حماية بعضها  ، وندرك أيضا  بأن كيانا محاطا بأمة عربية إسلامية وبأعماق إسلامية في إيران وتركيا وباكستان وافغانستان وماليزيا لا يمكن له أن يبني إقتصادا ولا أمنا تحتاجه الدول المستقرة القابلة للعيش .

فلولا التبعية والتطبيع والتحالفات وإتفاقات التنسيق الأمني والسلام لبقيت إسرائيل دولة معزولة غير قادرة على العيش والإستمرار .

ولو ضمنا مقاطعة دولة الكيان وعزلها ومنعها من الوصول لإحتياجاتها من خلالنا،  وضمنا إمداد غزة بالعتاد والسلاح والغذاء والدواء من خلال ممرات عربية آمنة لكنا ضمنا إضعاف قوى الإحتلال ومقدرته على خوض حرب طويلة الأمد ولكان صمود المقاومين في غزة وكل الجبهات المساندة لها أكبر أثرا  وكانت أوراق حماس والفصائل الفلسطينية التفاوضية حول حق إقامة دولتهم التي يجهر بها العالم اليوم  افعل وأفضل مما هو الحال عليه اليوم بنتائجه   .

وعليه فإنه يجب علينا الحرص على أن يشمل اي حل سياسي للقضية الفلسطينية يرتكز على مبدأ حل الدولتين المعايير التالية
– إن تكون الدولة الفلسطينية حرة مستقلة تتمتع بحدود مفتوحة ومرافق كاملة السيادة الفلسطينية كالموانئ البحرية والجوية ومداخل الحدود المستقلة ذات السيادة الفلسطينية الخالصة.
– عدم تجريد الدولة الوليدة من السلاح وتمكينها من تشكيل مؤسسة عسكرية قادرة على الدفاع عنها .
– مطالبة إسرائيل بالتوقيع على التزامات معززة بكفالة وضمان دول قوية وازنة بعدم الإعتداء مستقبلا على جارتها الفلسطينية ، والحفاظ على علاقات حسن الجوار معها بضمان الدول الكبرى والوسيطة.
– مطالبة إسرائيل بإلغاء شعاراتها التلمودية الطامعة بأراضي المناطق العربية في الدول المحيطة ، ومطالبتها بتثبيت حدودها وفق ما يتم الإتفاق عليه بأي عملية قادمة للسلام .

مقالات ذات صلة