كلمة الأردن في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الش ق الأوسط

طالب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الخميس، المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضوا كاملا في الأمم المتحدة.

ودعا الصفدي، في كلمة الأردن في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، قائلا: “اقبلوا دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. افعلوا ذلك نصرة للحق، انتصاراً للسلام، رفضاً للظلم، وصرخة في وجه الباطل”.

وقال الصفدي :

دمرت إسرائيل ‎غزة، و شردت ثلثي أهلها، أحالت مدارسها ركاماً، بيوتها خراباً، حواريها أطلالاً.
عرّى عدوانها همجية عقلية عنصرية انتقامية، لا تكترث بقيمة إنسانية، ولا تحترم قانوناً دولياً، تغذيها الكراهية، ويتيح جرائمها عجز دولي، وانتقائية في تطبيق المواثيق الدولية.

الصفدي :- قتلت إسرائيل ما يقرب من أربعة وثلاثين ألف فلسطيني، ثلاثة عشر ألف طفلٍ، ومثلهم من الأمهات العزل، بعضهن برصاصها، وأخريات بحصارها، الذي وظف الجوع سلاحاً، والتعذيب انتقاماً.

الصفدي : هي جولة للباطل، لم يشهد العالم مثيلاً لغطرستها ولاإنسانيتها في التاريخ الحديث. دمرت إسرائيل ‎#غزة. لكنها لم تكسر إرادة شعبها في الحياة. لم تقتل أمل أطفالها في الحرية. إرادة رأيناها في وجه كهل غزي يتحدى القهر، ويصر أنه لن يترك أرض أبائه وأجداده. ففيها ولد، وعليها يموت.

الصفدي : ّرت إسرائيل الطفل الغزي محمد خليل أبو شرار من مخيم النصيرات إلى ‎#رفح. يسري محمد كل صباح لجلب الماء والخبز إن وجدا لعائلته. حرمته إسرائيل من مدرسته. لكنه يحضر يومياً درساً في خيمة لجوء، رفقة أقران يصرون أن يتعلموا. يقول محمد إنه لا يريد الحرب. يريد الحياة والكرامة.

الصفدي : الوطن الحر هو حق للشعب الفلسطيني لن يموت، لأن وراءه شعب كامل يطلبه. لن يقتله قهر الاحتلال، أو حروبه، أو استيطانه، أو إرهاب مستوطنيه، أو محاولات تغيير الوضع التاريخيّ والقانوني في المقدسات الإسلامية والمسيحية في ‎#القدس ومحاصرة حرية العبادة.

الصفدي : لن يتحقق السلام والاستقرار والأمن ما لم يتجسد حلم أطفال فلسطين وحق أطفال فلسطين في دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على التراب الوطني الفلسطيني. هذا هو الحق الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يدركها كل من يريد الأمن والسلام لمنطقتنا.

الصفدي : الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. لا سلام ما بقي الاحتلال. ولا أمن ما ظل الظلم الإسرائيلي ينكر إنسانية الشعب الفلسطيني، وحقه في الحياة والحرية والكرامة والأمن والدولة.

الصفدي : اعترفوا بالدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ وعاصمتها ‎#القدس المحتلة. اقبلوا دولة ‎#فلسطين عضواً كاملاً في ‎#الأمم_المتحدة. افعلوا ذلك نصرة للحق، انتصاراً للسلام، رفضاً للظلم، وصرخةً في وجه الباطل.

الصفدي : لا تتركوا مستقبل المنطقة، مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين وكل شعوب المنطقة، رهينة ظلامية عنصريين متطرفين في الحكومة الإسرائيلية، يدفعون المنطقة نحو دمارية الحروب، وكارثية الفوضى، ويحاصرونها في ضيق الكره والظلم والحقد.

الصفدي : خطر التصعيد وتوسع الحرب على ‎#غزة إقليمياً يتزايد مع كل لحظة يستمر فيها العدوان على غزة، ويتعمق فيها القهر، ويتكرس فيها الاحتلال في ‎#الضفة_الغربية بما فيها ‎#القدس المحتلة، وتغيب فيها آفاق الحل السياسي أكثر. ظهرت بوادر هذا التصعيد جلية منذ أيام، حين ردت إيران على قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.
الصفدي : إيران قالت إنها لن تُصّعد أكثر. يجب منع الحكومة الإسرائيلية من التصعيد أكثر أيضاً، ومن جر الغرب إلى حرب إقليمية، تدفع الانتباه بعيداً عن الكارثة في ‎#غزة، مع تزايد الضغط الدولي المطالب بإنهائها.

الصفدي :- وقف التصعيد ضرورة إقليمية ودولية، ويجب أن يبدأ بإنهاء العدوان على ‎#غزة، وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يستمر في مفاقمتها هذه هي القضية الأساس، وعليها، وعلى وقف القمع والقهر والبطش في ‎#الضفة_الغربية، بما فيها ‎#القدس المحتلة، وعلى إيجاد آفاق حقيقية للسلام العادل، يجب أن يظل التركيز.

الصفدي : نحن في المملكة الأردنية الهاشمية إذ نؤكد ضرورة العمل جميعاً من أجل الحؤول دون المزيد من التصعيد، لن نسمح لأي كان، لا لإسرائيل ولا لإيران، أن يجعل ‎#الأردن ساحة للصراع. سنحمي أمننا وأمن مواطنينا، وسنتصدى، بكل قدراتنا وإمكاناتنا، لأي محاولة لخرق أجوائنا وتعريض أمن مواطنينا للخطر، سواء من قبل إسرائيل، أو من قبل إيران، أو من أيّ كان.

الصفدي : ستظل المملكة الأردنية الهاشمية تقف مع الشعب الفلسطيني الشقيق. ستبقى صوتاً للحق الفلسطيني، وقوة من أجل السلام العادل، الذي يشكل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، على التراب الوطني الفلسطيني، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، سبيله الوحيد.

الصفدي : جولة الباطل في ‎#فلسطين طالت. جاوز ظلمها المدى. وتجاوز قهرها كل الحدود. لن يستطيع التطرف الإسرائيلي، مهما بطَش ومهما ظلم، أن يقتل إرادة الشعب الفلسطيني في الحرية.

الصفدي : لن يجلب العدوان على ‎#غزة الأمن لإسرائيل، ولن يحقق السلام تكريس الاحتلال في ‎#الضفة_الغربية و ‎#القدس الشرقية وتهديد هوية ‎#المسجد_الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف العربية والإسلامية.

الصفدي : وحده السلام الذي ينهي الاحتلال، ويلبي الحقوق يضمن الأمن والسلام للفلسطينيين وللإسرائيليين.

الصفدي : يجب على مجلس الأمن اتخاذ قرار مُلزم بوقف إطلاق النار في ‎#غزة. هذا قرار يستوجبه مسؤولية المجلس القانونية، والدمار الذي تُسببه الحرب على غزة.

الصفدي : لا يمكن السماح لإسرائيل باقتحام ‎#رفح. فذاك سيعني السماح بارتكاب مجزرة جديدة ضد مليون وخمسمائة ألف فلسطيني محاصرين في المدينة. نُحذّر من هذا الهجوم، ومن تداعياته. يجب على مجلس الأمن أن يُلزم إسرائيل عدم اقتحام رفح.

الصفدي : لا شيء يبرر عدم اتخاذ المجلس قراراً يُلزم إسرائيل فتح كل المعابر أمام المساعدات الإنسانية. المجاعة في ‎#غزة حقيقية. ولن تُلبى احتياجات أهل غزة الإنسانية، ما لم تُفتح جميع المعابر، وتُمكّنُ منظمات ‎#الأمم_المتحدة، وخصوصاً ا#لأنروا، من العمل بحرية، واستلام المساعدات وتوزيعها.

الصفدي : نحن في المملكة جاهزون لإرسال أكثر من خمسمائة شاحنة يومياً، حال إزالة إسرائيل العقبات أمام ذلك، والسماح لمنظمات ‎#الأمم_المتحدة باستلام المساعدات وتوزيعها.

الصفدي : يجب على المجتمع الدولي إطلاق تحرك دولي فاعل وفوري، يضع المنطقة على طريق تنفيذ خطة متكاملة لتنفيذ ‎#حل_الدولتين، بتواقيت زمنية محددة، وبضمانات تنفيذ مُلزمة. ونحن وأشقاؤنا سنكون شركاء فاعلين في هذا الجهد. نقوم بكل ما نستطيع لإنجاحه، لكي ينتهي الصراع، وتنعم منطقتنا بالأمن والسلام، اللذين تستحق.

الصفدي : مرة أخرى، نقول لكم، افرضوا هذا السلام. اعترفوا بالدولة الفلسطينية، واضمنوا الأمن والسلام والاستقرار لكل المنطقة، ولكل شعوبها.

مقالات ذات صلة