غزة،… خدمات مجانية!

بلال حسن التل

لأن غزة صارت غير، منذ ان تحولت إلى ايقونة لكل السائرين على درب الحرية عبر بوابة الفداء والتضحية، من ابناء الانسانية وشعوبها الذين يؤمنون بحق كل شعب من شعوب الارض ان يعيش حرا مستقلا على ارضه، لا ينافسه احد على شبر منها، ولايقرر مصيره الا ابناؤه وحدهم، بلا وصاية من احد غير ارادتهم الحرة، بعد ان عاشت الكثير من الأمم ومنها امتنا معنى وصاية الغير عليها، فتم السلب لثرواتها بعد ان تم سلب وتزوير ارادتها، ومارافق ذلك من تقسيم للبلاد والعباد، واثارة عوامل التناحر بين ابناء الامة الواحدة، بعد ان تم منعها من اختيار من يحكمها وكيف.

ولان غزة استوعبت ذلك كله، فاختارت طريق المقاومة المسلحة، بعد خبرة تجارب بعض ابناء امتها، بالمقاومة السلمية، وماذا جنت فلسطين من سلام أوسلو غير المزيد من الاستيطان والتهويد، والتضيق على الناس، لتهجيرهم طوعا او كرها.

بعد أن استوعبت غزة ذلك كله اختارت طريق الفداء والتضحية، لذلك اختلفت عن الجميع في كل شئ حتى في اعيادها، فلم يتجمل ابناؤها في عيد الفطر المبارك بملابس العيد المزركشة، لكنهم زينوا ارضهم بدامائهم الزكية، يتساوى في ذلك قادة مقاومتها الاسلامية وسائر ابنائها، فعلى درب آبائهم بالتضحية والفداء يسير الأبناء، فما يميز حركة المقاومة الإسلامية انها الحركة الاكثر تقديما للشهداء من قادتها ومؤسسيها، وأبنائهم وكان اخر قوافل الشهداء من الابناء والاحفاد، هم ابناء واحفاد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، الذين زفوا شهداء في اول ايام عيدالفطر المبارك، في عملية اغتيال اثم قام بها العدو الاسرائيلي، لكنها عملية قدم من خلالها العدو خدمة مجانية، فندت كل الأكاذيب التي تقول ان قادة المقاومة هربوا اسرهم من غزة،ليحموهم لتثبت الوقعات كذب هذا الافتراءت، ولتؤكد ان قافلة الشهداء ممتدة عبر الأجيال الى ان يتحقق النصر الذي تتحرر به فلسطين.

مقالات ذات صلة