لكم الله يا اهل غزة ” خذلتكم امتكم وقتلكم الأغراب “

حاتم الكسواني

بعد  وصول عدد شهداء غزة  إلى 33 ألفا و634 شهيدا، و76 ألفا و214 مصابا، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي حتى ثالث أيام عيد الفطر المبارك بعدد ايام وصل إلى  189 يوما من القتل الممنهج الذي استهدف كل البشر وكل أسباب الحياة هناك نقول بان العالم و الامتين العربية والإسلامية تسقط سقوطها المدوى  .

189 يوما  من الهجوم الدموي  بكافة أنواع الأسلحة المدمرة، وحوالي 34.000 شهيد والعالم صامت ، ومازلنا ننتظر كلمة محكمة العدل الدولية وموقفا من الامتين العربية والإسلامية أو من المجتمع الدولي و الدول المعنية بضمان السلم والإستقرار الدولي .

فاين احرار العرب والإسلام ..ماذا حصل لهم ، ما الذي اخرس ألسنتهم وعطل غضبهم ولم يحرك هدير اسلحتهم المكدسة إلا ضد بعضهم البعض .

أين الدول  المنادية بتعدد الأقطاب في السياسة الدولية

” روسيا والصين ” ، ولماذا يتركون الساحة الدولية للكاوبوي الأمريكي ليعربد ويصول ويجول في العالم وحده فهاهو يوظف أوكرانيا  لبلبلة شمال العالم ويوظف إسرائيل لبلبة منطقة الشرق الأوسط ولديه في كل العالم بؤر توتر يحركها وقت يشاء  .

ان الصورة الحالية الماثلة أمامنا تقول بان العالم موزع بين ” متخاذل ومتواطئ ”  و ” شريك ” مع عدوان الكيان الصهيوني على غزة .

فالعالم غير الشريك مع العدوان الذي لم يتخذ خطوات عملية لمنعه ووقف مجرياته يصنف متخاذلا و متواطئا مع العدوان

والعالم العربي والإسلامي الذي مازال يحتفظ بالعلاقات الدبلوماسية وإجراءات التطبيع مع العدو الصهيوني أو حتى مثل تلك الدولة الإسلامية  المارقة ” إندونيسيا ”   التي تسعى لإقامة علاقات  دبلوماسية مع الكيان الصهيوني  في زمن الإبادة للفلسطينيين  رغم  نفيها ذلك بلغة خجولة أصبحنا بحكم تجاربنا مع دول التطبيع العربي والإسلامي نفهم عدم صدقها ، وكذلك تفعل تركيا بنفيها إستمرار تصدير مواد محظورة للكيان المجرم  .

دول لاتخجل وهي تدعو لله في مساجدها بأن يأخذ العدو الصهيوني أخذ عزيز مقتدر ، وكأن الله  لم يستخلفهم في الأرض ، ولم يرسم لهم طريق امتلاك القوة وتحقيق  النصر .

وبذلك وكأنهم  يقولون لأهل فلسطين كما قال قوم موسى له ” إذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ” … يالها من مفارقة … قيلت لموسى وهو يهم لدخول أرض فلسطين وتقال اليوم للفلسطينيين من أمة العرب والإسلام وهم يدافعون عن غزة هاشم ومسرى رسول الإسلام .

اما الدول الكبرى في العالم التي تملك القوة وتشكل عنصر توازن القوى في العالم كروسيا والصين ومحورهما فهي دول شريكة بالعدوان على غزة  بسبب تخليها عن مسؤولياتها الدولية في منعه عن شعب اعزل تكالبت عليه اعتى القوى الدولية النووية ” أمريكا وإسرائيل وإنجلترا وفرنسا وكندا – والهند شريك البقرة مع إسرائيل ”  وتقف في مصافها …  فالساكت عن القتل والإبادة الجماعية كفاعلها .

إنها معادلة الخذلان والمشاركة في القتل فعندما تقوم مصر العربية الإسلامية بحصار غزة أشد حصار لزمن طويل من السنين وتشيد حولها الأسوار والأسيجة وتغلق المعابر وتدمر انفاق الحياة اليها  فإنها تكون متآمرة على المكان والإنسان والزمان في غزة .

وعندما لا تقوى دول عربية إسلامية عن منع  مد العدو الصهيوني بحاجاته من المركبات و الغذاء والدواء في الوقت الذي يقوم فيه بقتل ابناء جلدتهم ويمنع عنهم الغذاء والماء والدواء ، فإنها تكون قد خذلت اهل غزة وتواطئت مع جلادهم وصانع إبادتهم .

والآخرون الذين اكتفوا بدور النظارة في مسرح الأحداث فهم مشاركون بامتياز بعملية القتل والإبادة لأهل غزة .

لا مجال للمجاملة في القول في اليوم  مابعد 189 من حرب الإبادة على غزة …فبلا مجاملة أو وجل نقول :

إن دول العالم وشعوبها اليوم اضحوا إما خاذلا لأهل غزة ومتخلفا عن القيام بواجبه الديني والقومي و الأخلاقي أو مشاركا في عملية الإبادة لأهل غزة وبإمتياز .

ولكم الله يا اهل غزة ” خذلتكم امتكم وقتلكم الأغراب ”

 

 

 

مقالات ذات صلة