المنتخب السوري يواصل استعدادته للمشاركة بنهائيات أمم آسيا

حرير – يواصل المنتخب السوري استعدادته للمشاركة بنهائيات أمم آسيا للمرة السادسة بتاريخه بعد 5 مشاركات لم ينجح فيها “نسور قاسيون” بتخطي الدور الأول ولو أن الواقع التاريخي يتحدث عن بعض المعطيات المثيرة التي حققها المنتخب خلال مشاركاته السابقة.

تواجد المنتخب السوري بأمم آسيا للمرة الأولى عام 1980 فحاله حال كل المنتخبات العربية قاطع المنتخب التصفيات حتى نسخة 1972 بسبب تواجد منتخب الكيان الصهيوني بالبطولة كما غاب عن تصفيات 1976 لينجح من خلال مشاركته الثانية بالتصفيات ببلوغ نهائيات الكويت عام 1980 ويتواجد بمجموعة ضمت لجانبه كل من حامل اللقب إيران وكوريا الشمالية والصين وبنغلادش.

سوريا شاركت بتلك النسخة بجيل شاب لم يتجاوز متوسط أعماره 22 عاماً كما تقول الوقائع أن هذه كانت المرة الوحيدة التي شاركت بها سوريا بالبطولة بمدرب محلي هو موسى شماس وحصد المنتخب تعادل وانتصارين بمبارياته الثلاث الأولى وحرمته العارضة من تسجيل انتصار تاريخي على إيران بلقاء انتهى على التعادل السلبي لذا اعتقد الكثيرون أن المنتخب السوري يسير بطريق مفتوح نحو نصف النهائي، حيث كان نظام البطولة ينص على مشاركة 10 منتخبات مقسمة على مجموعتين ويتأهل منها أصحاب المركزين الأول والثاني للمربع الذهبي، ودخل نسور قاسيون اللقاء الختامي للمجموعة وهم بحاجة للتعادل مع كوريا الشمالية لكن هدفاً بالدقيقة الـ66 قلب الحسابات وأعطى الكوريون الانتصار بهدفين لهدف لينتهي الحلم السوري عند هذا الحد، رغم الخروج المبكر خرجت سوريا بسلسلة أرقام إيجابية كحصولها على هداف شاب اسمه جمال كشك نجح بحسم لقاءي الصين وبنغلادش رغم عدم تجاوزه سن الـ21 عاماً كما حافظ المنتخب على نظافة شباكه بثلاث مباريات متتالية وهو رقم لم يتكرر بمشاركات سوريا الآسيوية حتى الآن.

لم تتأخر سوريا بتسجيل مشاركتها الثانية فكانت حاضرة مرة أخرى عام 1984 بسنغافورة وأوقعتها القرعة بمجموعة صعبة للغاية إلى جانب حامل اللقب الكويت ووصيفه السعودية إضافة لقطر وكوريا الجنوبية.

الأمطار الغزيرة سيطرت على البطولة ودفعت سوريا وقطر للاكتفاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله وبالجولة الثانية قدم منتخبا سوريا والسعودية أحد أجمل مباريات البطولة بحسب تصنيف المتابعين لكن السعوديون نجحوا بحسم اللقاء بهدف وحيد أما الجولة الثالثة فشهدت على تحقيق السوريين لانتصار تاريخي بعد تفوقهم على كوريا الجنوبية بهدف وحيد سجله رضوان الشيخ حسن بعد تسديدة من مسافة قاربت الثلاثين متراً بمباراة تألق فيها الحارس مالك شكوحي وأبعد سلسلة فرص رهيبة وهنا استعاد السوريون آمالهم بالتأهل من جديد.

الآمال السورية تعززت أكثر مع تسجيل وليد أبو السل لهدف مبكر بمرمى الكويت عند الدقيقة السادسة، الهدف الأسرع بنسخة 1984 والأسرع بتاريخ مشاركات سوريا بالنهائيات، لكن الدفاع السوري انهار بآخر 24 دقيقة من اللقاء ليسجل حامل اللقب 3 أهداف كانت كفيلة بتحويل نسور قاسيون من المركز الثاني للرابع لتنتهي حكاية المشاركة الثانية عند خيبة جديدة.

مرة أخرى نجحت سوريا بالتأهل لنهائيات أمم آسيا بنسخة 1988 لكنها دخلت هذه النسخة بتوقعات أعلى بكثير من النسختين السابقتين بعد أن كان المنتخب قريباً من التأهل لكأس العالم 1986 لولا خسارته بالملحق إياباً من العراق إضافة لفوز سوريا بمسابقة كرة القدم بدورة ألعاب البحر المتوسط إضافة لتحقيقها وصافة البطولة العربية التي كانت تحظى باهتمام كبير بذلك الوقت لكن على أرض الواقع لم يقدم الفريق ما كان منتظراً منه فسقط أمام حامل اللقب السعودية دون مقاومة بهدفين نظيفين بالمباراة الأولى قبل أن ينهار أمام الصين ويسقط بثلاثية نظيفة بفضل 3 أهداف بأول 19 دقيقة ونتيجة الأداء السيء قرر المنتخب أناتولي تغيير العديد من العناصر بوسط وهجوم الفريق ومرة أخرى كان اسم الحارس شكوحي بمقدمة التغييرات ليساعد المنتخب على تحقيق انتصارين على الكويت والبحرين بذات النتيجة “هدف للا شيء” وعبر لقاء البحرين أصبح وليد أبو السل أول سوري ينجح بالتسجيل ببطولتين مختلفتين لكن كل هذا لم يكُن كافياً للمنافسة على بطاقة التأهل لنصف النهائي ليحتل السوريون المركز الثالث بمجموعتهم خلف المتصدر بنقطتين ويغادروا بذات السيناريو للمرة الثالثة.

3 مشاركات بثماني سنوات كانت حصيلة إيجابية لسوريا بغض النظر عن الخروج المبكر فالتأهل لبطولة تضم 10 فرق كان بالتأكيد أصعب من التأهل لبطولة تضم 16 أو 24 منتخباً خاصة وأن السوريون نجحوا بتحقيق نتائج مثيرة بالتصفيات كتصدرهم مجموعة ضمت إيران قبل نسخة 1988 وتجاوز الإمارات ولبنان بنسخة 1980 بتصفيات غريبة شهدت على تسجيل هدف واحد بثلاث مباريات وانسحاب منتخبين منها! أما سوء الحظ السوري ارتبط بتواجد الفريق بمجموعة تضم حامل اللقب، إن لم يكُن معه وصيفه أيضاً، بالمجموعة دائماً لذا يمكن القول أن ذاك الزمن كان الأفضل لمنتخب سوريا حتى الآن.

غاب السوريون عن نسخة 1992 لكنهم عادوا للبطولة من بوابة الإمارات 1996 ومرة أخرى جمعهم لقاءهم الأول بحامل اللقب اليابان وتقدم السوريون بهدف للشاب نادر جوخدار \19 عاماً حينها\ واستمر صمودهم حتى الدقائق الأربع الأخيرة التي شهدت على انهيار الدفاع وتسجيل عباس بالخطأ بمرماه قبل أن يخطف اليابانيون الفوز بالوقت القاتل ورغم هذه الهزيمة إلا أن معنويات الفريق بقيت مرتفعة بظل الإشادات التي نالها المنتخب بعد اللقاء لكن هذا انهار سريعاً مع تكرار ما حدث قبل 8 سنوات وسقوط الفريق بثلاثية نظيفة أمام الصين التي تمثل المنتخب الوحيد الذي نجح بالفوز على سوريا بفارق أكثر من هدف بتاريخ البطولة “نتيجة 3-0 مرتين” وباللقاء الثالث نجح السوريون بإعادة آمالهم بالتأهل بفوزهم على أوزباكستان بهدفين لهدف لكن هذه النتيجة لم تكُن كافية لوضع المنتخب ضمن أفضل الحاصلين على المركز الثالث لتنتهي مرة أخرى المشاركة السورية عند دور المجموعات.

 

رغم زيادة عدد الفرق المتأهلة للبطولة غاب السوريون عن المشاركة لثلاث نسخ متتالية قبل أن يعودوا من بوابة قطر 2011 وللمرة الأولى نجح السوريون بالفوز باللقاء الافتتاحي وفكوا عقدة السعودية بفضل ثنائية لعبد الرزاق الحسين الذي أصبح أول سوري ينجح بتسجيل هدفين بمباراة واحدة بأمم آسيا ليحسم اللقاء بهدفين لهدف لكن مرة أخرى تكررت دراما لقاء اليابان وأضاع السوريون نقطة التعادل بسبب ركلة جزاء بالدقيقة الـ82 بعد أن سجل فراس الخطيب هدف التعادل بالدقيقة الـ76 أيضاً من جزاء.

دخل السوريون اللقاء الثالث وهم بحاجة للفوز على الأردن لضمان التأهل وفعلاً تقدم نسور قاسيون بهدف للزينو الذي أضاع فرصة من أسهل ما يمكن لتعزيز النتيجة أمام المرمى حين اصطدمت الكرة بكتفه لتصبح هذه واحدة من أشهر اللقطات التي يتذكرها الجمهور السوري وكما يُقال فإن من يُضيع الفرص يستعد لاستقبال الأهداف وفعلاً حدث هذا حين أصبح علي دياب ثالث سوري يسجل بالخطأ بشباك فريقه بأمم آسيا مدركاً التعادل للأردن قبل أن يتسبب ذات المدافع من خلال خطأ مشترك مع الحارس بمنح عدي الصيفي الهدف الثاني ليقضي النشامى على آمال السوريين الذين اكتفوا بالمركز الثالث.

بمجمل مشاركات سوريا نجح المنتخب بتحقيق فوز، على الأقل، بكل مشاركة بالبطولة ولم ينجح أي لاعب بتسجيل أكثر من هدفين خلال مشواره ويتساوى برصيد هدفين كل من جمال كشك ونادر جوخدار ووليد أبو السل وعبد الرزاق الحسين بانتظار ما إذا كان السومة أو خربين أو أي من زملائهم سينجح بكتابة رقم جديد من بوابة نسخة الإمارات 2019.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة