فيديو ورسائل نصّية تحذيرية إلى هواتف المستوطنين ورؤساء المستوطنات في الشمال الفلسطيني المحتل

حرير – إلى جانب العمليات اليومية في اتجاه الأهداف الإسرائيلية، يخوض حزب الله حرباً نفسية ضد كيان الاحتلال يتمكن من خلالها من اختراق وعي المستوطنين ودحض الرواية الإسرائيلية

تظهَر الحرب النفسية، كميدان آخَر يستخدم فيه حزب الله أسلحةً من نوعٍ خاص، تماماً كما تُتقن المقاومة المواجهة العسكرية والحرب الإعلامية.

باستثناء التوثيق بالصورة لكل العمليات التي تُظهر المواقع والجنود الإسرائيليين بكل وضوح قبل استهدافهم وبعده بشكلٍ لا يحمل التشكيك، برز أخيراً وصول فيديو ورسائل نصّية إلى هواتف المستوطنين ورؤساء المستوطنات في الشمال تحذّرهم من مغبّة الحرب مع حزب الله.

اللافت في هذه الرسائل أنها وإن كانت معمّمةٍ على المستوطنين وصلت إلى رؤساء المستوطنات والمسؤولين المحليين كرسائل شخصيةٍ لكل منهم تُشير إلى نقاط معيّنة تخصّ شخص كل واحد منهم، وهو ما يكشف مدى اطلاع المقاومة الإسلامية على تفاصيل الوضع في الشمال، عند الحدود مع لبنان.

الرسائل النصّية والمصوّرة تحثّ المستوطنين ومسؤوليهم على تجنّب الدعوة الى حربٍ مع حزب الله حفاظاً على أمنهم ومستوطناتهم. وهي تتضمّن مشاهد سقوط صواريخ في الشمال مع أصوات صفارات الإنذار ومشاهد حرائق نتيجة سقوط صواريخ.

هذه الرسائل التي تُسجّل انتقالاً الى مرحلةٍ أوسع في الحرب النفسية تأثيراتها كبيرةٌ وواسعة ولا سيّما في ظلّ غضب المستوطنين على حكومتهم واتّهامهم لها بالتخلّي عنهم.

إفراغ الشمال من مستوطنيه تسبب بالفعل بخسائر اقتصاديةٍ هائلة مع إغلاق الأعمال وبقاء الحقول الزراعية من دون رعاية، ما يعرّض جداول الإنتاج الزمنية للخطر.

حرب نفسية على جبهتين

وفي هذا الشأن، بيّن مراسل الميادين علي مرتضى أن  الحرب النفسية تُخاض على أكثر من جبهة، الجبهة الأولى يخوضها الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية عبر توثيق العمليات التي تصل إلى المستوطنين، مشيراً إلى هذا يؤدي إلى كيّ وعيهم.

الجبهة الثانية هي القدرة التكنولوجية لدى حزب الله، التي سمحت له بالكشف عن الاتصالات الإسرائيلية المضللّة. إضافة إلى الرسائل الدقيقة التي وصلت إلى رؤساء المستوطنات، اي رئيس مستوطنة “مرغليوت” وصلته رسالة تتضمن “لقد نجوت في المرة السابقة بأعجوبة فلن تنجو مجدداً”.

وهنا أوضح مرتضى أن ذلك دليل بأن هناك متابعة استخبارية لحزب الله لهؤلاء الأشخاص بدقة ويجيد ممارسة الحرب النفسية.

رسائل الحرب النفسية

من جهته، تحدّث محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية عمر كايد عن الرسائل التي تركز عليها المقاومة في حربها النفسية، مشدداً على أنّ أهم هذه الرسائل هو تقويض مصداقية قادة الاحتلال.

ومن جملة تلك الرسائل أيضاً، فإن المقاومة تعمل “على إضعاف الدعم الشعبي الإسرائيلي من خلال إقناع الجمهور الإسرائيلي الداعم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أن جيش الاحتلال لن يستطيع أن يحقق لهم الأمان و أنه لن يستطيع أن يعيد لهم أي أسير”.

ذلك إضافة إلى تعمل المقاومة على ضرب الإرادة القتالية للجنود الإسرائيليين.

تأثر الرأي العام الأوروبي

أمّا بشأن تأثر الرأي العام الأوروبي بالوقائع ومجريات الحرب على غزّة، فقد تحدّث محلّل الميادين للشؤون الأوروبية والدولية موسى عاصي، أن هذا الجمهور مرّ بمرحلتين في مسألة التأثر في ما يجري في قطاع غزة،  الأولى دامت لأيام قليلة وهي مرحلة التأثر بالدعاية الإسرائيلية التي شنتها “إسرائيل” في 7 أكتوبر.

أمّا المرحلة الثانية، فقد بدأت عندما أتت الوقائع التي دحضت الرواية الإسرائيلية، وحلّت مكانها الوقائع الفلسطينية الموثقة بالفيديوهات التي انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

الخلاف الداخلي الإسرائيلي 

وفي سؤال عن حقيقة الخلاف الداخلي الإسرائيلي فيما بتعلّق بالحرب مع لبنان، إذا كان حقيقياً أم مصطنعاً لأغراض انتخابية، أوضح محلّل الميادين للشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام بأن الاجماع لدى المسؤولين بعدم التورط مع حزب الله لأسباب عدة.

بينما تصريحات هؤلاء المسؤولين لتسخين هذه الجبهة “ليس لها إلا لها تفسير واحد وهو الهروب من خان يونس ومن معارك جباليا ومعارك قطاع غزة لفتح جبهة أخرى”، يقول ناصر اللحام.

مقالات ذات صلة