غزة.. الإعلام العربي يبالغ بالتركيز على ضعفنا وخسائرنا

محمود الخطاطبة

حرير- بداية، لقد أبلى الإعلام العربي، بكل أنواعه، بلاء حسنًا، وهو ينقل، وعلى مدار الساعة، المجازر الهمجية التي ترتكبها آلة البطش الصهيونية، بحق الأهل في قطاع غزة، فلولاه، ما كان للمشاهد، أكان عربيًا أم أجنبيًا، أن يقف على حقائق الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، على مرأى ومسمع العالم.

ينسى ما شاهدته عيناه من قتل وتدمير وإبادة، أما السلبية فقد تجعل تلك المشاهد منه خائفًا مرعوبًا طوال الوقت من أن يحصل له مثلما حصل لأقرانه في غزة.. وهذه يجب التنبه إليها جيدًا، وتقع مسؤوليتها على الجميع، من دولة وأُسر ومدارس وبيوت عبادة، وكذلك الإعلام.

للأسف، فإن صور وفيديوهات الانكسار والضعف، أصبحت منتشرة وبكثرة بوسائل إعلامنا المختلفة، وهما أمران يُفضلهما الكيان الصهيوني، فذلك أحد خططه الرئيسة بعيدة المدى.

فلماذا لا يتم التركيز أكثر، على ذلك الطفل الغزي، الذي يقول على شاشات الفضائيات، وهو مُبتسم،: “إحنا مُرابطين، وباقون هُنا، ومُناصرين للمُقاومة”؟.. يقول ذلك والدمار وصوت القنابل والمُتفجرات والطائرات، يُحيط به من كُل صوب وحدب.

ومن السلبيات التي يتعرض لها المُشاهد العربي، لمجازر الإبادة الجماعية، على القنوات الفضائية، أنه قد يعيش في رعب وخوف من المجهول، وقد يصل الأمر إلى انهياره، والعيش في كآبة، إلى درجة قد تصل ألا يستطيع معها العمل.. فالعدو الإسرائيلي، يُخطط لمدى بعيد جدًا، يوصل فيه المواطن العربي إلى مرحلة عدم الإيمان بأي شيء.

مقالات ذات صلة