مقارنة …. بلال حسن التل

بالرغم من أن قطاع غزة محاصر منذ عقود، وبالرغم من ان اهله يعيشون حالة من الفقر والضنك الشديدين، غير انهم أغنى من الكثيرين الذين يظنون أنفسهم احرارا وغير محاصرين، ذلك أن اهل غزة امتلكوا كرامتهم، ومعها امتلكوا حرية قرارهم، وهذا هو الاستقلال الحقيقي، وذلك جوهر الحرية، الذي مكنهم من تحدي كل جبروت وغطرسة الالة العسكرية الاسرائيلية، ومعها جبروت وغطرسة الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الأمريكية، وتمريغ أنف هذه الغطرسة بالتراب، واهانة الكبرياء العسكري المزعوم لإسرائيل وداعميها، وهو الكبرياء الذي ذهب بين جنرالات وضباط وجنود وقعوا أسرى في غزة أو جرحى واشلاء في ملاجئهم، اوجثث محترقة في دباباتهم ومدرعاتهم.

نعم فعل قطاع غزة ذلك وهو محاصر ماديا، لكنه حر الارادة، مستقل القرار، بينما عجز من يظنون أنفسهم احرارا في الكثير من مدننا العربية عن اتخاذ موقف، فهاهي من تزعم انها نخب عربية تنتظر الإشارة لتعلن موقفها من اي قضية عامة أو خاصة، خوفا من اغضاب رؤوسائهم كما يضننون، أو مناصبهم كما يتوهمون، و هاهم الكثيرون من الكتاب ينتظرون التوجيهات حول ما يكتبون وباي اتجاه يكتبون، ليس في قضية الحرب الهمجية التي تشن ضد قطاع غزة، بل حول ماهو اقل من ذلك بكثير، فالكثيرون ممن يحسبون بانهم نخب، اوممن يصنفون بانهم كتابا، امتهنوا تأجير عقولهم، وبالتالي مواقفهم، ثم لايخجلون من اتخاذ موقف الواعظ والموجه!.

مقارنة بسيطة بين مايفعله أبناء قطاع غزة، وما تفعله من تزعم انها نخب، تكشف لنا من هو المحاصر الحقيقي، ومن هو صاحب القرار الحر والمستقبل.

مقالات ذات صلة