حقائق اخرى

بلال حسن التل

ذكرت في مقالي السابق عدد من الحقائق التي اكدتها معركة طوفان الأقصى، وفي هذا المقال نذكر بعدد اخر من الحقائق التي تؤكدها هذه المعركة، ابرزها ان المقاومة في فلسطين ومعها أمتنا لا تقاتل إسرائيل وحدها، لكنها حرب تشكل إسرائيل رأس حربتها، فما ان تبدأ معركة من معارك هذه الحرب، حتى تحرك الولايات المتحدة الأمريكية جيوشها واساطيلها، وتبني جسورها الجوية لدعم إسرائيل وتعويضها عن ماتخسره في المعركة، وكذلك تفعل معظم الدول الغربية، مما يعني اننا لانواجه إسرائيل وحدها، وأن علينا أن نخطط لنحارب دون خوف أو وجل على اساس هذه الحقيقة.

اول ذلك الإيمان بأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ليسا وسيطين محايدين يمكن الاعتماد عليهما في المساعدة لاستعادة اي من حقوق أبناء أمتنا في فلسطين .

امتدادا لهذه الحقيقية، تبرز الحقيقة الثانية التي اكدتها معركة طوفان الأقصى، هي أن الرأي العام العالمي، والمواثيق والعهود ليست سوى اكذوبة، يختبئ ورائها الغرب للتدخل في شؤون الآخرين، وانه يضرب عرض الحائط بكل المواثيق والعهود الدولية وأولها حقوق الإنسان، عندما تتعارض مع مصالحه ومطامعه، نرى ذلك كل يوم في فلسطين، فهاهو العدو الاسرائيلي يكرر استخدامه للاسلحة المحرمة دوليا، ويعلن رسميا منع الماء والكهرباء والغذاء والدواء عن غزة، ويمعن في قتل المدنيين من النساء والأطفال، ولا تحرك هذه الدول ساكنا احتجاجا على هذه الممارسات الاجرامية، وهو نفس مارأيناه في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان و… و… الخ.

لذلك فان الاستنجاد بمايسمى الرأي العام العالمي والاحتجاج بالمواثيق والعهود الدولية، هو محضُ سراب لامطر فيه.

وامتدادا لاكذوبة الرأي العام تأتي حقيقة مايسمى بالإعلام العالمي، الذي اثبت في كل مواجهة بين أمتنا والكيان الصهيوني، انه إعلام متصهين ومنحاز للعدوان الاسرائيلي، وانه إعلام غير موضوعي. وللأسف الشديد فان الكثير من وسائل الإعلام ‘العربية’تنحاز إلى العدوان من حيث تدري أو لا تدري، فتحت عنوان الحياد فتحت هذه الوسائل منابرها لاستضافة الاسرائيليين، لعرض وجهات نظرهم، وتحت نفس الذريعة تستخدم هذه الوسائل نفس المصطلحات والتوصيات الغربية لما يجري في فلسطين، وتساوي بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطيني، وقد فات هذه الوسائل انه لاحياد في الإعلام، وأن هناك فرق كبير بين الموضوعية والحياد .

مقالات ذات صلة