تصدعات في منظومة الهندسة والتخطيط

حرير _ أزمات هندسية وتخطيطية وادارية متوالية سواء كانت مفاجئة او تراكمية ابتدات بالظهور من عده سنوات وبدأت أولى هذه الدلائل منذ انهيار عمارة الجوفة وتلاها طريق جرش والتصدعات الجبلية وعجز الدولة عن ايجاد الحلول المناسبة مرورا بكارثة البحر الميت ومشكلة جسورها وصيانتها وانهيار عمارة الزرقاء وفقدان الارواح واخر هذه الازمات فيضان وغرق عمان نهاية الاسبوع الماضي وازمة السكن والتشريعات وهروب المستثمرين ……الخ.
ويأتي الحل الآني الجاهز بتشكيل لجنة من جميع الاطراف ومحاولة القاء المسؤولية على احدى الحلقات وقد تكون الاضعف في المنظومة وينتهي بتقرير مرعوب يشكل عقابا وليس حلا متكاملا مع توصيات انشائية رائعة مع هجوم مضاد وتحميل الموضوع للغير واسبوع وينسى الجميع ما حدث.

ليست المشكله مع القائمين في أمانة عمان الكبرى أو وزارة الاشغال العامة او الاستشاريين او المقاوليين او النقابات او جهات التمويل لان آلية العمل ومنظومة العمل الهندسي والتخطيطي بأزمة حقيقة وقطاع الانشاءات يشكو وينازع ويتصدع ولا احد مكترث والموضوع ليس ماديا وليس له علاقه بالظروف الاقتصادية بل هو إرادة وآلية عمل وتخطيط ونحن نلعب بالوقت الضائع.

في قراءة أولية لجميع الخطط الحكومية آخر خمس سنوات بدءا من الاردن 2025 وخطة التحفيز الاقتصادي للحكومة السابقة وخطة الحكومة الحالية حتى مرورا بتقرير حالة البلاد الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي نجد ان كل ما ذكر عن منظومة الانشاءات والتخطيط والهندسة لم يعالج جوهر المشكلة وكان هذا المحور الاضعف مقارنة ببقية القطاعات.

اننا امام تصدع هذا القطاع ونتأمل معالجته قبل انهياره التام وان من يدفع الثمن هو المواطن والوطن وان اي انجاز بلا رؤيا ما هو الا هدر للطاقات والجهد والمال اننا امام منظومة متهالكة، حان الوقت لقرع الجرس واعادة النظر بالهياكل الادارية والفنية وتحديد المسووليات والاولويات ضمن المنظومة الاقتصادية والاجتماعية واعادة النظر ببعض التشريعات لان المشكلة ليست بالاشخاص بل بآلية التفكير والعمل دون هدر للطاقات والمال.

اننا امام تصدع قطاع الانشاءات والهندسة والتخطيط ارجو عدم الانتظار لرؤيته ينهار.

مقالات ذات صلة