من يجرؤ؟

خالد خطاطبة

حرير- من يجرؤ من الجماهير التي ستحضر إلى مدرجات ستاد عمان الدولي يوم الأحد المقبل، لمتابعة قمة الكرة الأردنية التي تجمع الفيصلي والوحدات، أن يشتم ويسب ويقذف، وصور أطفال غزة الجوعى وأشلاء شهدائها متناثرة في كل مكان؟ ..من يجرؤ في «كلاسيكو» الكرة الأردنية أن يخرج عن النص، ويطلق العنان للهتافات المسيئة وشعبنا في فلسطين عامة وغزة خاصة يرزح تحت أبشع حرب إبادة عرفها التاريخ؟.. من يجرؤ من المشجعين أن ينسلخ عن الواقع المؤلم الذي نعيشه للتفرغ لشتائم ومسبات تعتبر خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا وديننا؟

في مباريات الفيصلي والوحدات، اعتدنا على حالة طوارئ في المدرجات، واعتدنا على سماع القصف اللفظي المتبادل، بالرغم أن هذه التصرفات لا تمثل الجمهور الأردني، وأن انفعالات الجمهور السلبية تأتي بتحريض من أشخاص محددين غالبا ما ينجحون للأسف في تهييج المدرجات.

كلاسيكو الفيصلي والوحدات المقبل، يجب أن يكون قمة في الأخلاق والتشجيع المثالي، بل أن هذه المباراة تعتبر فرصة مثالية ومناسبة لنقل رسائل إلى العالم، تجسد حالة التلاحم الرسمي والشعبي مع الأشقاء في غزة، خاصة وأن العدو الصهيوني سبق وأن استثمر منغصات مباريات الفيصلي والوحدات لتحقيق أهدافه الخبيثة.

وعي الجمهور مطلب أساسي في قمة يوم الأحد، بعيدا عن السباق النقطي بين الفريقين، ولا بد للعقلاء والوطنيين والقوميين في هذه المباراة أن يبادروا فورا بطرد أي مشجع يحاول التلفظ ولو بكلمة مسيئة واحدة، فالمباراة تشكل اختبارا حقيقيا لوعي المشجع الأردني الذي يظهر معدنه الحقيقي في الشدائد، ونحن الأن نعيش مرحلة صعبة تحتاج إلى التلاحم والتعاضد، لمواجهة عدو صهيوني يبحث عن مداخل حتى لو كانت رياضية لاقتحام وحدتنا.

من حق جماهير الفريقين أن تحضر وتشجع بروح رياضية، ومن واجبها أن تستثمر هذا اللقاء المتابع خارجيا للتأكيد على وحدة الصف الأردني، و لنقل رسائل كثيرة للخارج دعما لصمود غزة، ودحرا للمغرضين الذين يبنون آمالهم على مهاتراتنا.

من حق الجماهير في مباراة الفيصلي والوحدات يوم الأحد المقبل، أن تبحث عن الفوز ونصرة فريقها، ولكن الواجب عليها أن تشطب من قاموسها الشتائم، والواجب الأكبر أن تنتصر لغزة ، وهذا الانتصار لا يأتي إلا بالالتزام والتشجيع المثالي، فالأردنييون بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يبحثون في كل المحافل عن نصرة غزة وأهلها، ومباراة القطبين الجماهيرية تعد فرصة لإظهار ذلك، وعلى مؤثري السوشل ميديا تعزيز ذلك.

مقالات ذات صلة