اين تستقر طلقاتنا المجنونة

حاتم الكسواني

بوحي من أغنية السيدة   فيروز ولع الصيف ودبل الصيف وحبيبي ما لفي ..  نتسائل كم غيب  موسم الصيف هذا وكل صيف ” موسم إطلاق الأعيرة النارية في بلدنا ” من حبيب  لن يعود إلينا ابدا .

نحن استبشرنا خيرا بالتحذيرات المبكرة لمديرية الأمن العام المانعة لإطلاق العيارات النارية في موسم الأفراح وظهور نتائج الثانوية العامة والكليات الجامعية إلا أننا نعتقد بأن سيطرة جهاز الأمن العام إقتصر على مناطق محدودة في العاصمة عمان ، وفي الحالات التي أصابت الطلقات الطائشة بعضا من أبناء مجتمعنا  الأردني قتلا أو بإصابات متباينة الشدة .

ومن معايشتنا لما جرى ويجري دائما في محافظات المملكة الأخرى غير محافظة العاصمة ، وفي كل مناطق محيط عمان من ألوية ومحافظات  وبلديات ، فإن الأمر في  تقديرنا بقي خارج سيطرة الأمن العام  لدرجة ان الواحد فينا يحتار حول مناسبة إطلاق الأعيرة النارية في كل الأوقات ..   مع ساعات الصباح الباكر ومع موعد آذان الظهر أو العصر او المغرب  .

بكل الأحوال توجهت مشاركا لإحدى حفلات الزفاف وما أن وصلت المكان حتى انطلقت صليات متتالية من مختلف أنواع الأسلحة دعتني إلى الإبتعاد عن إتجاهات مطلقيها واتخاذ مكمننا هربا من سيل الطلقات المجنونة ، وتسائلت ترى أين ستستقر  طلقاتنا المرتدة ..الطائشة .. المجنونة ..هل ستستقر في قلب شيخ ام انها ستسقر في رأس طفل أو عنق شاب أو شابة في مقتبل العمر ام انها ستكتفي بتهشيم الشعور بالأمن والأمان  وتهشيم الذوق العام وتمنع الساهرين  الهاربين من حرارة منازلهم  إلى حدائقهم وإلى الساحات المفتوحة في حاراتهم  من فرصة التمتع بتواجدهم فيها .

ونتسائل :

– ترى متى سنسيطر على ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية ، وهل تنقلها الأجيال إلى بعضها البعض ولا تنوي السيطرة عليها .

– ترى هل هناك من الأسباب مايمنع جهاز الأمن العام من تطبيق القوانين  والأنظمة التي تمنع إطلاق الأعيرة النارية .

– ترى .. إلى متى سيتحمل مجتمعنا إنفلات هذه الظاهرة المقلقة .

– ترى أين ستستقر  طلقاتنا المجنونة بعد عودتها مرتدة  من عنان السماء.

مقالات ذات صلة