صرخة عبير …. بلال حسن التل

عبير عيسى فنانة اردنية مخضرمة، اثبتت قدرتها على التجديد والحضور، عبر عقود طويلة من العمل، كما اثبت حضورا محليا وعربيا خاصة في الدراما التلفزيونية، وكذلك على خشبة المسرح ابو الفنون. لذلك فانها عندما تتكلم خاصة في مجال اختصاصها، فانها تتكلم عن وعي وتجربة غنية.

مناسبة هذا الحديث هو التصريح الصحفي الذي ادلت به مؤخرا لموقع رم الإخباري، والذي جاء كصرخة تحذير وتنبيه حول قضية مهمه ومكون اساسي من مكونات القوة الناعمة للدولة..  وأعني به الفن، الذي صار يلعب دورا مهما في صياغة وعي الشعوب، ورسم صورتها الحضارية، وهو ما أشارت إليه  عبير عيسى في مستهل تصريحها بقولها:
( الفن جزء من مشروع الدولة الحضاري ويكمله. وأن دعم الجهات الرسمية للفن والفنانين الاردنيين عنصر أساسي للنهضة الفنية والثقافية الشاملة)
والسؤال الذي يثيره هذا المقطع من تصريح عبير عيسى، هو هل لدينا مشروعا حضاريا ، حتى يصبح الفن جزءا  منه وخادما له؟ وهل مازلنا نتحدث عن احلام الثورة العربية الكبرى ومفكريها، وقبلهم مفكري عصر النهضة؟ والجواب :  امعن النظر يرتد إليك النظر خاسئا وهو حسير.

ولاننا لانمتلك مشروعنا الحضاري فقد غاب معه اهتمامنا بالثقافة، وهي الركيزة الاساسية لاي مشروع حضاري، بل هي لحمته وسداته، ولذلك لاغرابة في ان تكون وزارة التقافة هي الاقل أهمية والاقل موازنة، والأكثر في عدم الاستقرار الإداري التشريعي، بل وعدم الاستقلال في كثير من المراحل.

تكمل السيدة عبير عيسى تصريحها فتشير إلى السبب الرئيسي لتراجع الفن الاردني، وخاصة الدراما التلفزيونية وهو(ان أزمة الخليج ومقاطعة الفنانين الأردنيين حينها اثرت بشكل كبير على الفن الاردني في عزه وذروته وكانت من الأسباب المهمة حين توقفت شركات الانتاج عن شراء الأعمال الأردنية) وهذه حقيقية يجب أن تتوقف عندها الدولة لأسباب كثيرة، اولها الوفاء لمن تحمل تباعات سياستها، وقد كانت صائبة في ذلك الموقف، وثانيا لكي تمتلك الدولة واحدة من أهم قنواتها لإيصال رسائلها للناس، ولشرح سياساتها و مواقفها لهم، وهو ما أشارت له الفنانة عبير في نهاية تصريحها عندما قالت : (ان الفن يستطيع ان يوصل رسائل هامة في مختلف المجالات والاعمال من خلال رسائل يقدر ان يعبر من خلالها ببساطة أكثر لإيصال الصورة والحقيقة للمشاهد) .فهل هناك من يستمع؟؟

مقالات ذات صلة