العضايله : لاخيارات أمام الكيان الصهيوني بعد طوفان الأقصى إلا أن يقر بالحقوق الوطنية الفلسطينية .

حرير – حاتم الكسواني

إستضافت جماعة عمان لحوارات المستقبل يوم أمس الأحد الموافق 29 تشرين اول الجاري /أكتوبر 2023 سعادة المهندس مراد العضايلة امين عام حزب جبهة العمل الإسلامي  .

وقدم رئيس جماعة عمان لحوارات  المستقبل الاستاذ، بلال التل ضيف الجماعة  المهندس مراد العضايلة بالإشارة إلى الظرف الإستثنائي الذي تشهده منطقتنا إثر عملية “طوفان الأقصى” التي نفذها الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية في غلاف قطاع غزة بالقول :

بأن ظرفا إستثنائيا يشهد تطورا إستثنائيا  لابد ان يتحدث عنه  رجل  إستثنائي .

وأضاف التل بأن العالم بعد ” طوفان الأقصى ” لن يكون كما كان عليه قبل “طوفان الأقصى ” .

المهندس العضايلة بدأ حديثه بالقول بأن الأردنيين منذ ثلاثة أسابيع لم يناموا نوما طبيعيا إشارة إلى أنهم متفاعلين مع عملية طوفان الأقصى وإرتداداتها فهم ينامون مع الحدث ويصحون عليه ويعيشون معه لحظة لحظة كما يعيشه أهل غزة .

وأكد العضايلة بأن يوم السابع من اكتوبر فاق باهميته يوم العبور المصري في السادس من أكتوبر  عام 1977 باعتباره حدثا إستراتيجيا  أحدث صدمة في العالم على مستوى إسرائيل وحلفائها في العالم  ، وإنه سيحدث تحولا كبيرا وإنعطافة ستغير كثيرا من، واقع الشعب الفلسطيني وتطورات قضيته ،

وقال العضايلة أن 7 اكتوبر  أنهى هزيمة عربية عمرها 75 عاما وسيتحدث عنه الإعلام طويلا ، فقد نفذت فيه عملية خطط لها تخطيطا دقيقا جدا واستراتيجيا وتراكميا أنهى مستقبل الكيان الصهيوني مهما حقق من إنجاز في محاولات إجتياحه البري للقطاع .

وقال  … ” نحن دخلنا مقدمات عملية التحرير ”

وبين العضايلة بأن “طوفان الأقصى ” بحجمه وتأثيره دعا صانعي الكيان الصهيوني وحاضنته  لان يهبوا لنجدته ،لدرجة ان يتواجد قادة الولايات المتحدة الأمريكية رئيسها ووزير خارجيتها ووزير دفاعها وكبار ضباط جيشها في إسرائيل الأمر الذي يشي بأن الأمريكيين هم من يقوم بإدارة المعركة .

كما بين بأن حجم الإنجاز الإستخباري لكتائب القسام الذي حدث في السابع من أكتوبر كان إنجازا غير مسبوق حيث أثبت بأن حماس كانت تعرف كل شيء عن العدو الصهيوني  ومستوطناته وبأدق التفاصيل  في الوقت الذي أثبتت العملية فشلا إستخباريا ذريعا لقوات الإحتلال تمثل بعدم توفر قاعدة للمعلومات عن حماس ومخططاتها لديها

ولفت العضايلة إلى أن أحد معجزات عملية طوفان الأقصى هي المعجزة السيبرانية ، حيث أطاحت المقاومة الفلسطينية بكل شبكات الرقابة  والإنذار المبكر وكل وسائل الدفاع العسكري الألكترونية الإسرائيلية  .

وحول الموقف الأردني من عملية “طوفان الأقصى”  يرى  العضايلة بأن الموقف الأردني قد تطور تطورا واضحا ظهر جليا في خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مؤتمر السلام الذي دعت إليه مصر وخطاب وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في الأمم المتحدة.

وأضاف العضايلة بأنه يرى بأن الموقف الأردني هو الموقف الأكثر تقدما بين مواقف مجموعة الدول العربية .

وقال العضايلة بأن الأردن دولة قيادية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية نظرا لإرتباطها العضوي بها ، وأن الموقف الأردني الرافض لعملية تهجير جديدة للفلسطينيين  قد أثر بالموقف المصري إيجابيا حيال رفض عملية تهجير فلسطيني غزة  إلى سيناء.

ولام العضايلة عمق الدولة الأردنية وعقلها المفكر بالقبول بتهميش دور الأردن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية حيث نجد أن قضايا مثل  الرهائن والمساعدات وإعادة خدمات الماء والكهرباء وغيرها من القضايا توضع بأيدي قطر ومصر وتركيا …. وغيرها من الدول

وقال لابد من إستعادة دور الأردن حيال القضية الفلسطينية  ،لأن وعي الأردنيين بأحداث القضية الفلسطينية لا يدانيه وعي اي احد غيرهم ،  ولأن علاقتنا مع فلسطين ليست عادية فنحن شعب واحد فيه نصف مليون زيجة مختلطة بين الشعبين .

و يرى العضايلة  بأن الموقف الأردني يحتاج إلى  مراجعة وإلى خيارات متنوعة و  مقاربات جديدة  أكثر تناسبا مع احداث المنطقة و اطماع العدو الصهيوني ومخططاته إتجاه الأردن ، حيث يرى بأن ذهاب إسرائيل إلى إجتياح بري لقطاع غزة قد يدخل المنطقة في حرب إقليمية تستلزم  منا نحن أبناء الأردن أن نقوم بحمايته … وقال ..ولا يكون ذلك إلا بتكاتف وتعاضد  شعبي ورسمي  يحمي الدولة واركانها ومقدراتها .

وقال العضايلة أنه قد آن الأوان بأن  يفكر الأردن بطريقة إستراتيجية  ، وان يحدث صانع القرار بعض الإزاحات في مواقفه بما يخدم مصلحة الدولة الأردنية كإستغلال الظرف الحالي للعودة عن إتفاقية الماء مقابل الكهرباء باعتبارها إتفاقية نوايا غير ملزمة ، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل عقابا لها على جرائمها ضد المدنيين العزل في غزة  ، وإعادة تشكيل الجيش الشعبي كجيش يسند الجيش العربي ويكون ظهيرا له وللدولة من أبنائها ، خاصة وأن المتطرف بن غفير قام بتوزيع 400 الف قطعة سلاح على المستوطنين بهدف إحداث إنتكاسة في حياة فلسطيني الضفة الغربية لدفعهم للهجرة نحو الأردن الأمر الذي يضع الأردن في عين العاصفة .

وتمنى العضايلة على الحكومة أن تبعث رسالة حسن نوايا لعائلات المساجين بتهمة دعم المقاومة بالإفراج عنهم

وعن رؤيته لما بعد طوفان الأقصى أكد  العضايلة  أنه بعد يوم 7 اكتوبر  إنتهى الكيان الإسرائيلي لأن أي إسرائيلي لا يستطيع العيش بشعور أنه غير آمن .

وقال بان الدعاية الصهيونية التي حاولت تصوير الفلسطيني إرهابيا  قد إنكسرت وأن الرواية الفلسطينية التي تكشف زيف الدعاية الصهيونية قد عادت للظهور  إلى العلن بحقها وحقائقها ، وأن العالم لن يرى كإنجاز لهجمة إسرائيل الشرسة على غزة  إلا صورة  20 الف شهيد مدني  فلسطيني أو أكثر ،  و40 الف جريح مدني  فلسطيني   أو أكثر .

وأضاف العضايلة بأن ما يفاقم حالة الوهن في الكيان الصهيوني هو الانقسام الحاد الحاصل بين القوى العلمانية الغربية والقوى الدينية الحاكمة الذي يبشر إلى تفاقمه بمجرد انتهاء معركة طوفان الأقصى وتأزم الخلاف بين الفريقين .

وختم العضايلة بالقول :

” لاخيارات أمام الكيان الصهيوني بعد طوفان الأقصى  إلا أن يقر بالحقوق الوطنية الفلسطينية ” .

 

مقالات ذات صلة