ع بلاطة: الكرسي يبقى كرسي مهما كبر او صغر.

د. محمد العمايده

بعد صلاة الجمعة سألني جاري ابو العبد: شو قصة أكبر كرسي اللي دوشونا فيها؟ فقلت: شو رايك نروح بكرة نشوفه على أرض الواقع، واتفقنا، واليوم خرجنا، واوقفت تكسي وقلت له: على الكرسي، فقال السائق: الجندويل؟ فصرخ جاري وقال: لا يا عمي بدنا الكرسي اللي صنعوه أكبر كرسي في العالم، فقال السائق: اه هلا فهمت، وصلنا، طوابير فقلنا: بدنا نقعد على الكرسي، فقال: قدموا طلبات وسلموها، كتبنا وسلمناها، حولونا إلى قاعة، وكنا عشرة، وقدمنا امتحان، طبعا الأسئلة شملت انواع الخشب والفارة والمنشار والشاكوش والمسامير والاغو، وسلمنا أوراق الامتحان، ونجح ستة انا وجاري منهم، فادخولنا إلى قاعة أخرى، وقابلنا فرادى، ثم طلبوا منا الاصطفاف إمام الكرسي، ومسكنا بأيدي بعض ننتظر النتيجة، الأسنان تصطك والركب ترتجف كأننا في نتائج ارب ايدول، بعد لحظات وقف المسؤول وبيده مغلف يحتوي اسم الفائز بالجلوس على الكرسي، وقال: الفائز هو .. ثم سكت، وكررها مرة ثانية ثم سكت، وإذا بسيارة فارهة نزل منها شاب من المطار إلى الكرسي، وتمتم بكلمات اجنبية، فقال المسؤول: الفائز هو هذا الشاب، وحملوه على الأكتاف واجلسوه على أكبر كرسي، خرجنا انا وجاري ابو العبد نجر اذيال الخيبة، فقال: ابن مين هذا الشاب؟ ومين خاله؟ ومين نسيبه؟ فقلت: ابو العبد كلها كراسي، شو افرق أكبر كرسي عن كراسي المسؤولية التي يتقدم لامتطائها أناس ويمتطيها آخرون بدون عناء.
على بلاطة: الكرسي يبقى كرسي مهما كبر او صغر.

مقالات ذات صلة