جنين حلقة اخرى من حلقات الهولوكست الإسرائيلي لترهيب الشعب الفلسطيني … الأمر واضح وموثق

حاتم الكسواني

حرير – 7areer

جنين حلقة اخرى من حلقات الهولوكست الإسرائيلي لترهيب الشعب الفلسطيني
.. الأمر واضح وموثق
حاتم الكسواني

يوليو 3, 2023

لم يعد يخفى على أحد مقاصد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الهادف إلى ترهيبه ، ودفعه للرحيل عن ارضه … فهم يريدونها اليوم كما حدث بالأمس .. لكن هيهات ان يحدث ذلك وقد اتخذ الشعب الفلسطيني قراره من صغيره حتى كبيرة .. فلا مغادرة للبلاد ، والمقاومة هي الخيار الوحيد للجم طموحات الإحتلال وإستراتيجياته .

المقاومة الفلسطينية اليوم رغم فقدانها مؤازرة القرار الرسمي العربي ودعمه فإنها تختلف عن مقاومة الأمس ، فهي تمتلك ادوات مقاومتها من حيث التخطيط والتنفيذ واستخدام الوسائل .

وبكل الأحوال فرغم تطور قدرات المقاومة الفلسطينية فإنها بحاجة لدعم الأمة العربية امام عدو كالعدو الإسرائيلي … عدو يخطط ويعد ، ويستعد ، وينفذ بدقة .

المقاومة الفلسطينية في غزة وفي الضفة وفي الداخل الفلسطيني بحاجة ايضا إلى توقف التواطؤ العربي مع أهداف العدو الصهيوني بالتطبيع السياسي والإقتصادي ، او بالمساهمة بخنق مناطق التركز السكاني الفلسطيني ومعاقل المقاومة فيها وحصارها كتفا إلى كتف معه ، او بالتضبيب على عمليات هولوكسته الإبادي للشعب الفلسطيني ببيانات استنكار ركيكة مملة .

فمن المعيب ان تحاصر غزة وان يجوع اهلها من قبل العدو الصهيوني و الشقيق العربي ، ومن المعيب إغتيال قادة المقاومة الفلسطينية في عواصم الدول العربية ، ومن المعيب ان يدار الظهر العربي للشعب الفلسطيني وقضيته ويستقبل الصهيوني ليحتفل بالرقص بصحبته في صالات الفنادق العربية .

وتأكيدا على ما يخطط له عدونا الصهيوني لإغلاق ملف القضية الفلسطينية ما صرح به نتنياهو مؤخرا لوضع حد نهائي لفكرة إقامة دولة فلسطينية وإجتثاثها .

وفي سبيل ذلك تخطط الحكومة الإسرائيلية إلى هدم ما بين 22 – 26 ألف منزل تعود للمواطنين العرب في مدينة القدس المحتلة ، وذلك ضمن ما يسمونه ” سياسة الردع” التي تتبعها السلطات الإسرائيلية، وتعتبره استراتيجية للربط بين هدم المنازل وما تعتبره عقاباً يحد من عمليات الفلسطينيين ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي .

و تنتهج إسرائيل إستراتيجية الهدم الفردي للمنازل بواقع 30 إلى 40 منزلاً ومنشأة في القدس شهرياً .

وتحرك العقلية الإستعمارية الإحلالية مستوطنيها لترهيب المواطنين الفلسطينيين بمهاجمة تجمعاتهم السكانية في مختلف أنحاء الضفة الغربية ” منازلهم ومزارعهم وممتلكاتهم وإيذائهم وقتلهم في كثير من الأحيان” .

وفي هذا المجال فقد صعد المستوطنون الإسرائيليون في عام 2023 هجماتهم على المواطنين الفلسطينيين ، بينما سجل عام 2022 أسوأ السنوات فيما يتعلق بمهاجمة التجمعات الفلسطينية منذ عام 1967 جراء تصاعد الاستيطان والاعتداءات ، فقد نفّذ المستوطنون عام 2022 حوالي 1.187 اعتداء على المواطنين الفلسطينيين .

إن عقلية صانع القرار في حكومة إسرائيل تقوم على التطرف وسياسة التهجير القسري والتوسع الاستيطاني، فيما يشجّعها صمت المجتمع العربي و الدولي و صمت المحكمة الجنائية على المضي في تغول سياساتها في مجمل الأراضي الفلسطينية، لا سيما في القدس بما فيها البلدة القديمة في محيط المسجد الأقصى بهدف تصفية الوجود العربي فيها بشتى الوسائل وإحداها الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين”.

وعليه فلا ينفعنا قلق الإتحاد الأوروبي من إجراءات الإحتلال التعسفية ، ولا عدم دعوة بايدن لنتنياهو للبيت الأبيض ، ولا الصمت العربي مادام الإستيطان يجري على قدم وساق ، ومادام المستوطنون يعيثون في الوطن الفلسطيني حرقا وقتلا وترهيبا .

فكل الكلام الفارغ الذي يأتينا من الدول العربية فرادى او من جامعتهم العربية ، و الذي يأتينا من هيئة الأمم المتحدة لا يجدي نفعا ، بل انه يفعل فعل إبرة التخدير في جسد الرجل المريض الذي يعد لعملية جراحية ” كالتي بدات في جنين فجر  اليوم الأثنين ” قد تؤدي لشله او تحييد قوة فعله او لقتله .

إن استهداف تصفية القضية الفلسطينية وصمت الأمة عن مناصرتها وصمت العالم على ما يرتكب من هولوكست صهيوني بحق الفلسطينيين امر واضح وموثق ، وكذلك نضالات الفلسطينيين ومقاومتهم البطولية امر واضح وموثق ولن ينجو كل مقصر او متقاعس من حكم التاريخ عليه .. فتزوير تاريخ القضية الفلسطينية اليوم كما زور بالأمس امر محال .

ولا نذكركم بان مواقف العدو الصهيوني ومطامعه معلنة وموثقة ، فهو طامع بكامل التراب الفلسطيني وكامل التراب الأردني ، وباجزاء من سوريا والعراق ، ويتحين الفرص للعودة الى ضم سيناء والوصول الى نهر النيل ، والعودة الى خيبر واليمن والمغرب وكل اجزاء الوطن العربي .

ولكنني أعتقد بان ظروف العالم اليوم تعطينا الفرصة لإمتلاك قرارنا الوطني وعدم الإنصياع لإملاءات اعداء الأمة ، والعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ، ووقف اطماع الأخطبوط الصهيوني ، والإنتصار لكرامة الأمة ، ولتاريخها التليد .

وسيسجل التاريخ نصر الفلسطينيين وانتصار قضيتهم بإصطفاف قوى الأمتين العربية والإسلامية الشعبي ، وقوى العالم الحر إلى جانبها … فتلك حتمية التاريخ التي ظفرت بها كل الأمم المقاومة …. وسيسجل التاريخ وصمة عاره في سجل كل من خان الأمانة وقضايا الأمة والمسؤولية الوطنية التي تترتب عليه

مقالات ذات صلة