64 عامًا من عمر الإذاعة..في رحاب الرواد … رند غرايبة

أربعة و ستون عامًا مضت على افتتاح المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال لمبنى الإذاعة الأردنية في أم الحيران.
هذا التاريخ الذي يُعدّ نقلة كبيرة للإعلام المسموع تحديدًا، و للإعلام بشكل عام، ليصبح صوت الحق حاملا على عاتقه مصلحة الوطن و المواطنين.
و على الرغم من مرور الزمن وتعدد الإذاعات، إلا أنّ للإذاعة الأردنية طابعًا خاصًّا ينقل المستمع إلى عالم من المصداقية الممتزجه بصوت الوطن.
واليوم ونحن نحتفل بعيد الإذاعة، لن أتوقف هنا، بل سأبدأ من مبنى الإذاعة وهذا الرونق المهيب المحيط به، فهو شاهد على أهم الأحداث التي مرت على الوطن وعلى العالم، فمن خلال استوديوهات الإذاعة سمعنا أصوات رجالات الوطن بدءًا من جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله و مرورًا بأهم الشخصيات الوطنية التي حفرت في ذاكرة الوطن.
وهناك أيضًا أسماء كثيرة عرفناها وزارتنا في بيوتنا من خلال أثير الإذاعة الأردنية، فبعض هذه الأسماء التي أحببناها وانتظرناها لم نرها قط، إذ رسمناها في مخيلتنا لتكبر معنا و ترافقنا في مشوار الحياة.
اليوم اسمحوا لي أن أنظر للإذاعة من مكان مغاير، فقد ولدتُ و نشأتُ في منزل كان محور حديثه الرئيسي العمل الإذاعي والإعلاني وبرامجه وشخوصه وأسرار هذا العمل فيه، من خلال والدي علي الغرايبة رحمه الله الذي بدأ العمل في الإذاعة الأردنية في أواخر الستينيات مذيعا للأخبار و البرامج .. فنقل لنا خبرته و شغفه على مر السنين، فقد كان إعداد وتقديم البرامج في ذلك الوقت تحديًا جميلًا يحتاج إلى قراءة أعداد كبيرة من الكتب بحثًا عن المعلومة المناسبة وإعادة تحريرها بما يتناسب مع طبيعة البرنامج، ثم البحث في مكتبة الإذاعة الموسيقية التي كانت تحتوي على الفواصل الموسيقية و الأغاني على أشرطة (ريل) التي أصبحت الآن من الماضي، لاختيار المناسب للبرنامج، ليتم بعدها التنسيق مع الفنيين على آلية العمل، و بالتأكيد فإنّ لكل مذيع أسلوبًا يميزه ويدخله إلى قلوب المستمعين.
اليوم وأنا أتصفح أوراق والدي رحمه الله، التي كتبها بخطه الجميل و بلغته العربية السليمة،.. أستشعر كمية الحب والتفاني والإتقان في العمل التي اختبأت بين أوراقه، لتذكرني بأنّ العمل الإذاعي أمانه تركها لنا جيلٌ لن يتكرر، وأنَّ الإذاعة الأردنية ستبقى دائمًا وأبدًا منارة للإعلام

مقالات ذات صلة