الاستشهاد بالأحاديث النبوية لغة ونحوا

عارف عواد الهلال

حرير- من بين ثنايا حديث شَيِّق دار بيني وبين زميل (الجندية) الأخ تيسير سليم الطراونه، ثار سؤال حول جواز #الاستشهاد_بالأحاديث_النبوية الشريفة في #النحو، إذ أن كثيرا من النحاة لا يجيزون الاستشهاد بأحاديث الرسول لغة ونحوا لعلل يبتدعونها ادعاءً، وأسباب يذكرونها تقوُّلا، من أن #الحديث_الشريف جاء معنى على ألسنة الرواة وليس لفظا كما قاله الرسول ﷺ ، وهذه حجة يبطلها علماء السند بصحة التواتر، ثم أن #الرواة من أهل #الفصاحة و #البلاغة والبيان، وذوو حافظة حصيفة في طرائق الأدب والأنساب، ينقلون بتحرز شديد عن أفصح الناس لسانا، وهو القائل عن نفسه: «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش، واسترضعت في بني سعد بن بكر».

ومنهم من يرجع عدم جواز الاستشهاد بالأحاديث إلى أن من دوَّنوا الأحاديث أعاجم لا يفقهون العربية، وليسوا عربا من أرباب اللسان، وهذه حجة تؤخذ على من اعتد بها، وليس على من تطعن عليهم، فمن انبرى منهم للتدوين لم يكن محدثا، بل كان مخالطا للعرب، وينتمي لهم بالولاء، فيعلم أسرار ألسنتهم، ولا تعوزه المعرفة، أو يجانبه العلم، ومنهم من قعَّد قواعد النحو مثل سيبويه، ليس من تلقاء نفسه، بل قد أخذ عن الخليل بن أحمد.

فأحاديث الرسول ﷺ صحيحة السند، مأخوذة بالفتيا، وبتفسير آيات القرآن الكريم، وبالحقوق والواجبات، وسائر المعاملات، فمن باب أولى أن تؤخذ شواهد في اللغة.

وقد استشهد بالأحاديث الشريفة أعلام من #علماء_اللغة في العصور الغابرة، منهم صاحب ألفية ابن مالك في باب المفعول له، فأورد الحديث الشريف: «دخلت امرأة النار في هرة، ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت». واستشهد بالحديث النبوي في باب عوامل الجزم: «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له».

وممن استشهد بأحاديث الرسول ﷺ ابن هشام في فصل النكرة والمعرفة من كتابه (قطر الندى وبل الصدى)، فذكر الحديث: «خمس صلوات كتبهن الله في اليوم والليلة». وثنى في ذات الفصل بالحديث: «أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله».

 

مقالات ذات صلة