عهد ..على موعد مع الحرية اليوم.. كمال زكارنة

عهد باسم التميمي رمز الطفولة والمقاومة في فلسطين المحتلة سوف تتنفس الحرية اليوم بعد ان قضت ثمانية اشهر في معتقلات الاحتلال الصهيوني، ان لم يخلف الاحتلال وعده الذي قلما يصدق فهو متخصص في كسر فرحة الحرية وفنون الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني.

عهد التي تتوجت بكل جدارة ايقونة النضال والمقاومة والكفاح وتربعت على عرش الشجاعة والتحدي والتصدي لارهاب جنود الاحتلال وشاهدها العالم عبر وسائل الاعلام المختلفة وهي تقاتلهم بجسدها النحيل وتدافع عن اهلها وبيتها وقريتها ووطنها المحتل دون ان يرف لها جفن او ترتعد امام سلاحهم وبشاعة سلوكهم فتحولت الى مدرسة في النضال ونهج للمقاومة وعنوان للطفولة الفلسطينية في الجرأة والشجاعة والصمود.
قرية النبي صالح في محافظة رام الله سوف تفترش اليوم بساط المجد وتلتحف غطاء العز بعودة عهد شامخة باسقة مثل نخلة لا تحنيها الرياح بل تواصل الصعود عاليا لتعانق النجوم وتعزف على اوتار الشمس لحن رجوع الانتصار والصمود وتبدأ مسيرة الكفاح من جديد.
عهد لم ترتعب ولا تعرف الهزيمة ولقنت الاحتلال دروسا في الفروسية والوطنية الصادقة وكانت وما تزال نموذجا حيا يجسد صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بارض وطنه ورفضه للاحتلال بكل محتوياته ومضامينه من جهة، ويظهر ظلم وقسوة واجرام الاحتلال وبطشه واستخدامه القوة المفرطة ضد الطفولة الفلسطينية ومحاولته تحطيمها نفسيا ومعنويا وارغامها على الخنوع والخضوع وكسر شوكتها وقتل جذوة النضال والمقاومة لدى الاجيال القادمة.
عهد عنوان لاكثر من 300 طفل وطفلة فلسطينيين ما يزالون يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني ويتعرضون لشتى صنوف التعذيب والاجبار والاكراه والاعتداء ،ومئات الاطفال الاخرين الذين يخضعون للاقامات الجبرية في منازلهم التي اصبحت سجونا خاصة لهم، وفي غرفهم التي تحولت الى زنازين انفرادية حتى فقدوا الحرية في بيوتهم التي تأويهم بفعل القهر والعنف الصهيوني الذي لا يتوقف.
عهد اعتقلت عدة مرات واصيبت ثلاث مرات برصاص الاحتلال وهي ناشطة ووطنية منذ نعومة اظافرها تشارك في التظاهرات والمسيرات ضد وجود الاحتلال وسياساته العنصرية، ووالد عهد اعتقل اكثر من مرة ووالدتها ناريمان تعرضت للاعتقال خمس مرات وشقيقة والدها استشهدت جراء اعتداء جنود الاحتلال عليها في قاعة محكمة صهيونية، اذن هي من اسرة مناضلة فيها نمت وتربت وترعرعت ورضعت حليب المقاومة.
اليوم اطفال فلسطين سوف يستقبلون رمزهم حرا طليقا وسوف يجددون البيعة للوطن وللرموز اقران عهد، العمالقة الباسقين خلف القضبان ،الذين اضافوا بصمودهم ..للحديد قوة وبأسا وصلابة.

مقالات ذات صلة