الجمعيات الخيرية.. أداء متواضع

كتب حاتم الكسواني

مع حلول شهر رمضان المبارك فإن ذوي الحاجة من أبناء المجتمع الأردني يتطلعون الى مبادرات الجمعيات الخيرية العديدة الموجودة على الساحة الأردنية لدعمهم ، والأخذ بيدهم ليخرجوا من حالات الحاجة والفقر والبطالة .
والحق يقال ومن خلال متابعتي لنشاط الجمعيات الخيرية كعضو مجلس إدارة ورئيس لجمعية خيرية  ، وكعضو في اللجنة الإعلامية لوزارة التنمية الإجتماعية في فترات سابقة نفذنا خلالها مجموعة من الحملات الإعلامية لإستراتيجية التنمية الإجتماعية في بلدنا الحبيب فإنني اقول بان اداء غالبية  الجمعيات الخيرية يعتبر أداءا متواضعا قياسا بالأهداف التي رخصت من أجلها ، حيث من المفترض ان تساعد هذه الجمعيات الدولة الأردنية في توليها امر رعاية الفئات التي تمثلها والتي تتمثل  بهيئاتها العامة ومجتمعاتنا المحلية في المناطق التي تتواجد  هذه الجمعيات بها في المحافظات و المدن والبلديات والقرى و الصحاري والأرياف و في مجالات رعاية الطفولة والمرأة والشباب وكبار السن  بتقظيم خدماتها الطبية والتدريبية والتعليمية والتثقيفية والتأهيلية التي  تناسب الأنماط الإنتاجية لكل مجتمع من مجتمعاتنا المحلية ” الزراعية والتجارية والحرفية  والصناعية ..وغيرها  ” .

ولكن واقع الامر يكشف بان  كثيرا من الجمعيات أضحت مكانا لتجمع قلة من الأشخاص بهدف التكسب المادي و تحقيق المآرب الشخصية بالسيطرة والسلطة والشيخة على الآخرين دون ان يقدموا للمجتمع أي خدمة متعلقة بتنفيذ إستراتيجية التنمية الإجتماعية الوطنية كمواجهة مشكلتي الفقر والبطالة والعمل على تحويل طالبي الدعم من الفقراء والمعوزين إلى افراد منتجين من خلال توجيههم إلى مؤسسات التدريب المهني المجاني وهي عديدة في بلدنا بهدف إكسابهم  مهارات حرفية و مهنية تؤهلهم لتأسيس مشاريعهم الإنتاجية الخاصة صغيرة او متناهية الصغر او متوسطة  بعد دعمهم ماليا لتأسيس او توجيههم إلى مؤسسات الإقراض اليسير والمؤسسات المرتبطة معها التي تقدم مع الإقراض تدريبا على إدارة الأعمال وضمان نجاحها .
ومن المهم هنا  الإشارة إلى التصريحات العديدة لوزيرة التنمية الإجتماعية وفاء بني مصطفى  التي تؤكد على اهمية تنفيذ الجمعيات الخيرية الأردنية لمشاريع إنتاجية مدرة للدخل لعكسها على أبناء المجتمع الوطني الأردني المرتبطين بخدماتها في برامجها الخدمية واوجه دعمها المادية ، وإعتبارها الجمعيات الخيرية شريك اساسي وذراع أيمن للوزارة  في تنفيذ التنمية المستدامة لعملها وفي  الوصول الى جميع المواطنين المحتاجين للخدمات الاجتماعية في المجتمعات المحلية ، وتاكيدها على  أهمية التأهيل والتدريب في إستراتيجية العمل الإجتماعي الأردني , وهي امور تشي بان الوزيرة  قد وضعت أصبعها على موقع الخلل في عملنا الإجتماعي وانها عازمة على تصحيح مساره ليصبح عملا فاعلا ومتتجا  .

هذه إطلالة سريعة على هموم العمل الإجتماعي الأردني الذي سيكون لنا معها اكثر من وقفة  .

مقالات ذات صلة