يكلف العالم أكثر من تريليون دولار سنويا.. 7 عواقب وخيمة لنقص النوم

حرير- رغم ما أظهرته الأبحاث من أن الحصول على قسط كاف من النوم الجيد في الأوقات المناسبة، حاجة أساسية للإنسان؛ كالأكل والشرب والتنفس، وكل ما هو حيوي للسلامة والصحة العقلية والبدنية وجودة الحياة. هناك كثيرون حول العالم لا يعتبرون النوم أمرا مهما أو ذا أولوية للصحة الجيدة.

وأعلنت “مراكز السيطرة على الأمراض” (CDC) أن “نقص النوم يمثل مشكلة صحية في الولايات المتحدة، حيث لا يحصل ثلث البالغين الأميركيين على قسط كاف ومنتظم من النوم”، ووفق صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية، أظهر استطلاع أن 92.6% من اليابانيين فوق سن الـ20 قالوا إنهم لا يحصلون على قسط كاف من النوم. كما أن 62% من البالغين حول العالم غير راضين عن مقدار نومهم أيضا، وفق استطلاع أجري عام 2019.

عواقب نقص النوم

ذكر الكاتب البريطاني، داريان ليدر، في كتابه “لماذا لا نستطيع النوم؟”، أن حجم الصناعة العالمية للوسائل المساعدة على النوم بلغ حوالي 76 مليار دولار في عام 2019، وأن إحدى شركات التأمين الأميركية العملاقة، تمنح الموظف 25 دولارا مكافأة إضافية عن كل ليلة، إذا تمكن من النوم 20 ليلة لمدة 7 ساعات أو أكثر.

وأرجع ليدر مشكلة نقص النوم أو “عدم قدرة الناس على إغلاق أعينهم” في العصر الحالي، إلى “انعدام الأمن الوظيفي، والتنقلات الطويلة، والهشاشة الاقتصادية، وضغط الأشخاص على أنفسهم للحفاظ على صورتهم إيجابية”.

وربطت “المعاهد الوطنية الأميركية للصحة” (NIH)، بين نقص النوم، ومجموعة من النتائج الصحية والاجتماعية السلبية، مثل:

الحوادث والإصابات

بعض الناس لا يدركون مخاطر نقص النوم، ويعتقدون أنهم قادرون على العمل بشكل جيد، فقد يشعر السائقون مثلا بالنعاس لكنهم يظنون أنهم قادرون على القيادة. وتشير الدراسات إلى أن “قلة النوم تضر بالقدرة على القيادة، من خلال ومضات نعاس قصيرة، تحدث عندما يكون الشخص مستيقظا بشكل طبيعي، ومن دون أن يلحظها”. حيث تشير التقديرات إلى أن نعاس السائق كان سببا في حوالي 100 ألف حادث سيارة كل عام، نتج عنه حوالي 1500 حالة وفاة.

كذلك، يمكن أن يؤثر نقص النوم على جميع مجالات العمل، بما في ذلك العاملين في مجال الرعاية الصحية والطيارين والطلاب والمحامين والميكانيكيين وعمال خطوط التجميع. كما قد يؤدي إلى أخطاء بشرية تؤدي إلى حوادث مأساوية تطال مفاعلات نووية أو سفن أو طائرات.

مشاكل جسدية وعقلية وأمراض مزمنة

تقول الدكتورة لورديس ديل روسو، مديرة أكاديمية النوم العالمية “يجب أن يفكر الناس في النوم كما يفعلون في سلوكيات صحية مهمة أخرى مثل التمرين، ليكونوا بصحة أفضل بمرور الوقت”.

فنقص النوم “يرتبط بمشاكل صحية مزمنة، مثل أمراض القلب وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري والسكتة الدماغية والسمنة والاكتئاب”، وفق المعاهد الوطنية الأميركية للصحة.

زيادة احتمالات الوفاة

ويرتبط نقص النوم بزيادة مخاطر الوفيات، ووفق استطلاع أجرته منظمة “راند” (rand)، شمل 5 من أصل 34 دولة عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أظهر أن “الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، لديهم مخاطر وفيات أعلى بنسبة 13% من الأشخاص الذين ينامون 7 ساعات على الأقل”.

لذا “يُعد اليابانيون من بين الشعوب الأكثر توترا في العالم، والأعلى في معدلات الوفاة بسبب الإرهاق”؛ وفقا لموقع “نيوز 18” (news18).

فقدان الإنتاجية

أيضا، أشار استطلاع “راند”، إلى أنه في الوقت الذي يمكن أن تضيف فيه جودة النوم مليارات الدولارات إلى اقتصاد أي بلد، قد يسبب نقص النوم هدرا في الناتج المحلي بنسبة 3%.

فإلى جانب الآثار السلبية المحتملة لنقص النوم على الصحة والرفاهية والإنتاجية، هناك أيضا عواقب اقتصادية باهظة الثمن وبعيدة المدى، قد تتجاوز تريليون دولار سنويا، على مستوى العالم. يخص الولايات المتحدة منها حوالي 411 مليار دولار، تليها اليابان 138 مليار دولار، فألمانيا والمملكة المتحدة بخسائر تتراوح بين 50 و60 مليار دولار، وكندا بأقل من 22 مليار دولار.

الشعور بالإحباط

وفقا للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة فإن “نقص النوم” يتحقق بعدم الحصول على قسط كاف من النوم، أو النوم في الوقت الخطأ، أو عدم النوم بشكل صحيح. وقد يسبب نقص النوم صعوبة في الحكم على مشاعر الآخرين وردود أفعالهم، وكذلك الشعور بالإحباط أو الغرابة أو القلق في المواقف الاجتماعية.

صعوبة التعلم والتركيز والتفاعل

حيث يمكن أن يُسبب نقص النوم مشاكل في التعلم، وصعوبة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتذكر الأشياء، وإدارة العواطف والسلوك، والتكيف مع التغيير. مما يجعل الوقت المستغرق في إنهاء المهام أطول، ويجعل رد الفعل أبطأ، ويؤدي لارتكاب المزيد من الأخطاء. طبقا للمعاهد الوطنية الأميركية للصحة.

فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال

أما الأطفال الذين يعانون من نقص النوم، فيكونون مفرطين في النشاط ويعانون من مشاكل في الانتباه؛ ويشعرون بالغضب والاندفاع، أو لديهم تقلبات مزاجية؛ أو يشعرون بالحزن أو الاكتئاب، أو يفتقرون إلى الحافز؛ وقد يتأثر أداؤهم المدرسي أيضا. وفقا لما ذكرته المعاهد الوطنية الأميركية للصحة.

مقالات ذات صلة