هل الأردن مستهدف ..وممن ..ولما
كتب حاتم الكسواني
يتسائل الشارع الأردني : هل الأردن مستهدف .. وممن …ولما
والإجابة المباشرة على هذا السؤال تقول بملأ الفم .
نعم الأردن مستهدف .. كان و سيظل كذلك
اما ممن فهو مستهدف من كل من لا يريدون أن تنتشر عدوى مواصفات الأردن ونمطه كبلد له خصوصيات تميزه عن باقي مجتمعات المنطقة في كل جوانب حياته .
فاللأردن خصوصية في نهج قيادته التي لم تعسف يوما بأي مواطن أردني بل تميزت علاقتها مع أبناء شعبها بالمحبة والإنسجام والتماهي ، فغالبا ما تتماهى أهداف أبناء الشعب الأردني ومواقفهم وتطلعاتهم مع أهداف ومواقف وتطلعات قيادتهم .
وللأردن خصوصية في ثوابت مجتمعه ، ومواقفه القوية المتقدمة دوما في دعمها لكل اماني الشعوب العربية ووقوفها مع تطلعاتهم الوطنية في الأمن والإستقرار والإستقلال .
الاردن ذو نهج تصالحي عندما يتعلق الأمر بالخلافات بين الدول العربية فلا ينحاز لجانب ضد الآخر وهو دوما ضد كل من يعادي الأمة العربية .
خصوصية الأردن أنه لا ينكر على أبنائه حريتهم في معارضة النظام و حتى لو تلامسوا مع خطوط أمن المجتمع الحمراء وفق تعريف قوانين وأنظمة الدولة الأردنية بل أنه يعتبرهم أبناء شذوا عن قيمه وثوابته ، وشذوا عن الإجماع السائد فيه ، و إذا عاقبهم فعقابه لهم مؤقت .. قصير الأجل ، و من النوع الذي يندرج تحت صفة تصويب المسار .
في الأردن تعرف القوى والأحزاب والتيارات السياسية و المواطنون حدود قدرة مجتمعهم على التحمل فلا يحملونه فوق طاقته ، بل أنهم يفهمون تماما إستراتيجيات دولتهم في إدارة علاقاتها السياسية مع العدو والصديق ويقبلونها وأن اختلفوا أحيانا معها .
في الأردن مجتمع وحكومة وقيادة يمسك كل طرف العصا من المنتصف في تعامله مع الطرف الآخر … وعلى مبدأ لا ضرر ولا ضرار ، ومصلحة المجتمع والوطن اول اولياتهم .
.في الأردن معارض اليوم رجل دولة الغد ، ورجل الدولة اليوم معارض الغد .
هكذا هو المجتمع الأردني …
الفكرة المرفوضة فيه اليوم تبقى تحت التقييم والمناقشة حتى يأخذ المجتمع فيها رأيه النهائي فيقبلها أو يرفضها .
في الأردن نتراشق ونختلف ابيض واسود ، مع وضد ، نخبوي وشعبوي… ووووو … ولكننا لا نتصادم وسرعان ما نتوافق .
في الأردن مهما كان الخلاف فيما بيننا حادا فنحن نقوم بواجب بعضنا البعض في السراء والضراء .. نتعاطف ونتراحم ولا نتناحر .
في الأردن لا حق يضيع وللغريب قبل القريب .
في الأردن لا يختفي مواطن في غياهب السجون أو يتحول إلى رقم منزوع الإنسانية والحقوق المدنية .. ففي الأردن الآليات القانونية تتيح لكل مواطن أن تحترم إنسانيته وحقوقه .
في الأردن تحميك وتحاسبك عائلتك و عشيرتك فهي تحميك أن لا تُظلَمَ وتحاسبك أن لا تَظلّم .
وفي الأردن أعراف وقيم مجتمعية لا يقف معك احد إن خالفتها .
في الأردن مجتمع تمسكه وشائج القربى والنسب والجيرة الطيبة والمصير المشترك .
هذا هو الأردن ” النشمي ” بصوره الجميلة، المتمسك بدينه ، ووحدة كل أطياف مجتمعه ، وقيمه الإنسانية النبيلة ، ومشاعره القومية العروبية الأصيلة … فكيف لا يكون مستهدفا ممن يكرهون الشمس ، و يتخفون في عتم الليل ويصادرون الحريات ، و يشترون الضمائر. ويرهبون المواطن لإخراسه .
نعم الأردن مستهدف من وسائل إعلام مصطفة ، وصحفيين مرتبطين ، ودول مرتجفة من نمط الأردن وميزان العلاقة بين قيادته واطياف مجتمعه الذي لا يرجح لصالح أحدهما إلا بالقسط … مستهدف من مليشيات صفراء لها في منطقتنا اجندات … الأردن مستهدف لانه بوعيه شكل قوة معطلة لكل المؤامرات .