الأبيض بين سواد الناس واحاسيسهم الجمعية بمعاني الولادة…

ا.د حسين محادين

حرير- الألوان المختلفة، لغة بصرية وأداة للتفاعل الاجتماعي المتجدد… إذ تختلف #رمزيات وتأويلات الالوان من فرد لأخر ومن م#جتمع او فصل عن غيره بالتأكيد.

الابيض هو اهتمامنا الثقافي كبشر في مجتمعاتنا الإعتقادية بماء الحياة ومحددات توظيفه كسبب رئيس في تكاثرنا عبر دورة الانجاب بين الزوجين..كي نحافظ إكراها او طوعا على استمرار حياة مجتمع اناني وكشخص معنوي يؤمن بعفة مائنا الابيض ذكورا وإناث وضرورة حفاظنا على نقاء بياضه عبر الدين وعادات الزواج الناظمة لتكاثرنا كبشر.

الابيض ايضا، حليب المواشي الذي نقدر بُعيد كل ولادة لها في ربيع الفصول، ومعاني تغير ذائقة البصر الشبقة مع اللون الاخضر والثمار الربيعية في حواسنا الجمعية كمجتمعات زراعية بسيطة مازالت أسيرة الوعي والاحاديث عن الطبيعة ودورات الفصول الاربعة منذ القِدم، لاننا لم نتحرر بعد من سطوة الطبيعة على تفكيرنا.. او نابه في تاثيرات التلوث المناخي العالم، وانعقاد المؤتمرات العلمية في العالم بهذا الخصوص،،وبقي تساؤل معظمنا..لماذا مربعانية هذي السنة دافيه؟.

الابيض هو زي المرأة المُلزم لها اربعين يوما لدى بعض الشعوب بعد ان بتوفى زوجها”بعلها/مُخصبها” من هنا مبرر سؤالها إذ يُقال للمرأة المتزوجة عند العرب اين بعلُكِ يافلانه؟.

الابيض..رمز الاستسلام ..رفع الراية البيضاء بعيد هزائم الافراد او الجيوش، مبعض التفاؤل عن المصريين .. نهارك ابيض ياافندم، وهو ايضا بياض الكفن في الوداعات الاخيرة لدى معظم شعوب الارض.

الابيض هو ماء/حليب الطبيعة معبرا عنه في فرحنا/دهشتنا بالثلوج مبردة التي تحيي تفاؤل الناس بدلالات إخصاب المطر والثلج لإمنا الأرض وهي أنثى الحياة ترقبا منا، وفرحا لحواسنا الجمعية بدنو ميلاد القمح والماء المُقدرين والمقدسين كثيرا في ثقافتنا وسلوكاتنا الجمعية يوميا ، فيقال مثلا للدلالة على العِفة و وتعميق قيم التحريم في “بينا خبز وميّ”وبالتالي عِشرة يجب الامتثال لمحدداتها.

اخيرا

اليس ماسبق ذكره باختصار كثيف من قراءة تحليلية واسطرة لمعاني وتأويلات الابيض وخبرات طفولتنا المؤلمة معه ضمن ثقافتنا الريفية التي تسيطر على شجرة حواسنا للآن ، فهل ما ذكرته يمثل جذرا علميا وتفسيريا لمدى وعينا واحساسنا الجمعي المبالغ فيه بطرائق وحجم تعبيرنا وتعطلينا عن العمل كسواد مجتمع قبيل واثناء قدوم اي أبيض لسواد حياتنا وان كان ثلجاً..والا لماذا يقول جلنا واصفا إياه بالجنرال ثلج….ثم ماذا بوسع المجتمعات المتقدمة الاخرى وهي الاكثر ماءً واخضرارا من كل مجتمعاتنا”الريفية” على هذه البسيطة، وهي التي يغطي الجنرال ثلج وتدفق الماء فيها كل جبالها ووديان ايامها. ماذا يقولون عن المطر والثلج معا..أتراهم يحتفلون ويعطلون مثلنا..؟ ام انها اختلاف الثقافات والتأويلات البصرية والسلوكية المرتبطة بالثلج والماء عموما بين شعوب وأخرى..؟

مقالات ذات صلة