تصدعات في “برج الناسك” بأم الرصاص وسط اهمال رسمي

لم تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات حتى الآن لحماية البرج الوحيد المتبقي بمنطقة أم الرّصاص والمعروف باسم “الناسك” رغم ظهور تصدّعات ظاهرة للعيان وتنبئ بسقوط قريب له.

وسقط قبل عدّة سنوات أحد الأبراج القريبة من الناسك ويؤكد مسؤولون ان اسباب السقوط بسبب عوامل الطبيعة والزلازل، ويعد هذا الأثر التاريخي المثال الوحيد من نوعه للأبراج العامودية للتنسك الرهباني المسيحي في الاردن والتي تنفرد بها منطقة ام الرصاص الاثرية دون غيرها من المواقع الاثرية في الاردن بوجود برج الناسك فيها.
وقال مدير آثار مأدبا باسم العبادي ان دائرة الاثار العامة وبالتنسيق مع الوزارة ومنظمة التراث العالمي لليونسكو تعمل ما بوسعها للحفاظ على الاثار التاريخية القيمة بمنطقة ام الرصاص بشكل عام وتولي أهمية كبيرة للحفاظ على سلامة هذا البرج الفريد والوحيد في الاردن.

واوضح أن برج الناسك كان احد العوامل الهامة الى جانب اللوحات الفسيفسائية التي تحتوي على معلومات تاريخية قيمة والتي بسببها ادرجت المنطقة على قائمة التراث العالمي لليونسكو وتعتبر مزيج حضاري فريد يعكس التعايش الديني في تلك الحقبة التاريخية الاسلامية ابان دولة الخلافة الاموية والتي بنيت اغلب الكنائس في تلك الفترة.
وبين ان منطقة ام الرصاص الاثرية كان فيها برجان عاموديان الا ان البرج الاخر الذي حدد مكانه من قبل عالم اثار فرنسي من خلال الاشارة الى موقعه من إحدى اللوحات الفسيفسائية بمنطقة ام الرصاص لكنه هُدم بالكامل منذ زمن بعيد اما نتيجة للزلازل او عوامل طبيعية.
واشار الى ان برج الناسك هو الوحيد في الاردن في حين ان هناك اكثر من 264 برجا مماثلا منتشرة اغلبها في شمال سوريا نظرا للاقتداء بالقديس سمعان السيرياني السوري الذي تشير بعض المصادر التاريخية والدينية المسيحية انه مكث اكثر من 30 عاما متنسكا في برجه ويطلق عليه راهب حبيس عامودي والذي يقال انه توفي وهو في حالة التنسك هذه وعرف باسم القديس سمعان العامودي.

وقال الراهب الاشمندريت اينو كينديوس الاب السابق للكنيسة الارثو كسية في مأدبا ان الرهبنة في الديانة المسيحية بدأت قديما وانتشرت في مصر وبلاد الشام الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان وخاصة عند الرهبانيين المسيحيين الشرقيين.

وتذكر المصادر التاريخية الموثقة ان هذا البرج أنشيء خلال الفترة البيزنطية في القرن 16 الروماني ويبلغ إرتفاعه 15 م بقاعدة مربعة تبلغ أبعادها 2.5 × 2.5 م وبني في اعلاه غرفة كانت مسقوفة بقبة.
يشار الى ان هذا البرج لا يوجد فيه درج يؤدي الى قمته وكان الزاهد المتنسك يرفع نفسه بالحبال الى اعلى البرج حيث الغرفة المقببة بالاعلى حيث يتعبد ويمكث فيها فترة طويلة تصل الى شهور واحيانا الى سنوات عدة ويقام وسط ساحة يحيط بها سور وفي الزاوية الجنوبية الشرقية من تلك الساحة تشاهد بقايا كنيسة صغيرة ترتبط بغرف جانبية رصفت ارضيتها بالحجارة والكلس.

مقالات ذات صلة