وزير الخارجية: تراجع “خطير” في حجم الدعم الدولي للاجئين

حرير _

الشرق الأوسط

وزير الخارجية: تراجع “خطير” في حجم الدعم الدولي للاجئين

وزير الخارجية: الدول المستضيفة يجب ألّا تتحمل وحدها عبء اللجوء



تاريخ الإنشاء 

نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي. (رويترز)
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي. (رويترز)

أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، وجود تراجع “خطير” في حجم الدعم الدولي للاجئين، وقال إنها مسؤولية جماعية، وطالب بعدم ترك تلك المهمة للأردن وحده.

وقال الصفدي في مقابلة مع تلفزيون “العربية” عُرضت السبت، إنه “يُلاحظ وجود تراجع “خطير” في حجم الدعم الدولي للاجئين، والدول المستضيفة يجب ألّا تتحمل وحدها عبء اللجوء، فتلك مسؤولية جماعية وعلى العالم كله أن يتحملها وألا يتركها فقط للأردن الذي يقدم كل ما يستطيع لتوفير العيش الكريم للاجئين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة ورغم البطالة…”.

ويعيش في الأردن “1.3 مليون سوري، 10% منهم يعيشون في المخيمات”، وفق الصفدي.

وبشأن العلاقة الأردنية مع سوريا، أشار الصفدي إلى جانبين تعامل الأردن بهما مع الأزمة في سوريا، الأول هو العلاقة الثنائية، فالأزمة السورية كان لها “نتائج كارثية على الشعب السوري وأنتجت خرابا ودمارا وقتلا وانعكاسات صعبة على المملكة”.

وأشار وزير الخارجية إلى تبعات نتجت عن انقطاع التجارة عبر سوريا لأوروبا، مضيفا أن الأردن “كأي دولة في العالم تخدم مصالحها وتتعامل مع هذا الملف بما يحمي المصالح الوطنية الأردنية ولذا ثمة مسار يعالج الوضع الثنائي ويحاول أن يخدم المصالح الوطنية الأردنية ويحاول أيضا أن يساعد الشعب السوري وأن يقدم له ما يستطيع الأردن”.

أما في المسار الثنائي، فيعمل الأردن على معالجة انعكاسات الأزمة عليه ويعمل على خدمة مصالحنا الوطنية، وفق الصفدي الذي قال “في المسار الأوسع وعلى مدار السنوات الماضية هناك غياب لأي جهد حقيقي لحل الأزمة السورية، فالكل يقول بأن الحل سياسي”.

وأكد الوزير على ضرورة “العمل في إطار منسق مع الجميع من أجل الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة وينهي نتائجها الكارثية ويتعامل مع تباعتها ويحرر سوريا من الإرهاب ويوفر الظروف الطبيعية للعودة الطوعية لاجئين ويعالج كل تبعات الأزمة التي كانت كارثية بكل المعنى”، فالأردن “يعمل على إيجاد تحرك سياسي حقيقي لحل الأزمة ضمن ما هو متفق عليه في قرار مجلس الأمن الدولي 2254، ومن نقطة انطلاق تقول بأنه لا يمكن الاستمرار بالسياسات الحالية أو المقاربة الحالية للأزمة لأن هذه المقاربة لم تنتج شيئا”.

ورأى وزير الخارجية أن الوجود العسكري لأكثر من طرف في سوريا من التبعات الخطيرة لهذه الأزمة، ولهذا يريد الأردن حل الأزمة بما يحفظ وحدة سوريا ويحفظ تماسكها ويحمي استقلاليتها واستقرارها ويعيد لها دورها في المنطقة والعالم، وهو ما يشمل التعامل مع كل تبعات الأزمة بما في ذلك الوجود الأجنبي في سوريا.

وأعاد الصفدي قرار عودة سوريا لجامعة الدول العربية، بعد تجميد عضويتها، للجامعة ذاتها، بقوله إن “قرار عودتها هو قرار لكل الدول العربية ونعتقد أننا نريد أن نعمل على حل الأزمة وهو أمر يجب أن يُبحث في الجامعة”.

تنسيق وضمانات

وقال الصفدي إن الملك طرح الموضوع اللبناني في الولايات المتحدة بشكل واضح، وأكد ضرورة العمل من أجل مساعدة لبنان والحؤول دون تدهور لبنان إلى المزيد من التأزم والمعاناة المؤلمة للجميع.

وقال إن “تزويد لبنان بالكهرباء والغاز كان إحدى القضايا التي بُحثت ومنذ ذلك الوقت جرت محادثات مكثفة بشأن الموضوع، وأُعلن التوصل إلى اتفاق أردني سوري لبناني لربط شبكة الكهرباء الأردنية بشبكة الكهرباء السورية وعندئذ إمداد الكهرباء إلى لبنان”.

“كان هنالك اتفاقيات تم التوصل إليها من أجل إيصال الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان، وأُنجز هذا الجانب وأُنجزت الخطوات الفنية وهناك تنسيق مع الإدارة الأميركية من أجل توفير الضمانات المطلوبة حتى لا يكون هنالك أي عرضة لخرق قانون قيصر”، وفق الصفدي.

وأضاف وزير الخارجية أن الولايات المتحدة “تريد مساعدة لبنان … وتريد العمل على إيصال هذه المساعدة والقضية الآن هي قضايا فنية يتم التعامل معها ونأمل أن تبدأ عملية إمداد لبنان بالكهرباء والغاز بشكل سليم”.

“لا يُمكن السماح بانهيار العراق”

ورأى الصفدي ضرورة في مساعدة العراق للحؤول دون انزلاقه نحو الفوضى، بعد أن خاض العراق حربا كبيرة ضد “الإرهابيين” وانتصر عليها بتضحيات كبيرة.

“المعركة الآن هي معركة إعادة بناء وإعادة استقرار وإعادة توفير الحياة الكريمة للشعب العراقي، والأردن يعمل كل ما يستطيع من أجل ذلك، وكان هناك زيارات عديدة لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى العراق وكل هذا يستهدف مساعدة العراق”.

وجدد إدانة “جميع الهجمات الإرهابية في العراق أيا كان مصدرها”، وقال إن الأردن ينسق بشكل مكثف مع العراق ويعمل من أجل تقديم كل عون يحتاجه العراق للحفاظ على الأمن والاستقرار في محاربة الإرهاب وفي مواجهة كل التحديات الموجودة”.

وشدد الصفدي على عدم إمكانية السماح بانهيار العراق، لأنه بانزلاق العراق يُصبح هناك خطر الفوضى، وأمن العراق واستقراره “ركيزة لأمن واستقرار المنطقة ولذا يجب العمل على دعم العراق ومساعدته في مواجهة التحديات والتقدم باتجاه المزيد من الاستقرار والمزيد من الإنجاز والعودة للدور الرئيسي في المنطقة”.

“يجب توقف التدخلات الإيرانية”

وبشأن إيران، رأى الصفدي أن العالم العربي يريد علاقات طيبة مع إيران وحسن جوار مع إيران، وللوصول إلى تلك العلاقات الطيبة والجيدة يجب البحث عن أسباب التوتر في العلاقات العربية الإيرانية.

وقال إن “أحد أهم أسباب التوتر هو التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية ويجب توقف هذه التدخلات للوصول لمرحلة تُبنى فيها العلاقات العربية الإيرانية على أسس من عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام علاقات حسن الجوار، وعندئذ إنهاء إحدى بؤر التوتر الكثيرة في المنطقة”.

“علاقات قوية متميزة”

وأكد الصفدي على قوة وتميز العلاقات الخليجية الأردنية، مع وجود تنسيق وتعاون وحديث وجهود مستمرة لتعزيز التعاون الاستثماري والاقتصادي وبناء آليات التعاون الإقليمي التي تنعكس خيرا على الجميع.

وبشأن أمن الخليج واستقراره، قال الصفدي إن الملك أكد مرارا على أن أمن السعودية ودول الخليج جزء من أمن الأردن.

وأضاف أن الأردن يقف مع الخليج في كل خطوة لحماية الأمن والاستقرار، وأشار إلى أن إدانة الأردن المستمرة لـ “الهجمات الحوثية الإرهابية” على السعودية، ووقوف الأردن مع الجهود من أجل التوصل إلى حل للأزمة اليمنية الكارثية ومن أجل التوصل لذلك الحل “لا بد أن يلتزم الحوثيون بالاتفاقات الموقعة بما في ذلك اتفاقيات الرياض وغيرها من القرارات.

وقال “علاقاتنا علاقات أخوة وعلاقات شراكة حقيقية وأمننا واحد واستقرارانا واحد ونعمل معا من أجل بناء المستقبل الأفضل لشعوبنا”.

المملكة

مقالات ذات صلة