من هم اصحاب الخوذ البيضاء ؟
خاص – حرير
أصحاب ‘القبعات البيضاء’ هي فرق الدفاع المدني في سوريا التي اتخذت لنفسها شعار ‘إنقاذ الناس’، تمثلا بالآية الكريمة ‘ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا’، كما قال في وقت سابق قائد الدفاع المدني في مدينة حلب بيبرس مشعل.
التأسيس
تشكلت ‘القبعات البيضاء’، أو ‘الخوذ البيضاء’ من رحم التنسيقيات المدنية التي ظهرت بعد تفجر الثورة السورية عام 2011، وذلك بعد تخلي منظمات الإغاثة عن مهامها في إسعاف الجرحى، حيث أسس أواخر 2012 نحو مئة مركز في ثماني محافظات سورية.
تعد ‘القبعات البيضاء’ ‘منظمة حيادية وغير منحازة، ولا تتعهد بالولاء لأي حزب أو جماعة سياسية’، تعمل في مناطق سيطرة المعارضة لأنها ممنوعة من العمل في مناطق سيطرة النظام السوري، وذلك كما جاء في الموقع الرسمي لفرق الدفاع المدني على شبكة الإنترنت.
تشكلت ‘الخوذ البيضاء’ في حلب وريفها مطلع 2013 في ظل تساقط البراميل المتفجرة على أحياء المدينة، من طرف بعض الناشطين الذين تطوعوا لأداء عملهم معتمدين في تلك المرحلة على معدات يدوية.
وأكد مسؤول العلاقات العامة في الدفاع المدني أبو البراءين للجزيرة نت أن أبرز أعمال الدفاع المدني اقتصرت وقتها على الإنقاذ والإطفاء والإسعاف.
المهام والأهداف
تأمل ‘القبعات البيضاء’ وقف القصف والقتال الذي يستهدف المدنيين من أجل السلام والاستقرار، وتتعهد بأنه وبمجرد أن ينتهي القتال، فستلتزم المنظمة بالشروع في مهمة إعادة بناء سوريا ‘كأمة مستقرة ومزدهرة ومحبة للسلام، التي يمكن فيها تحقيق تطلعات الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية’.
وتعمل وفقا للقانون الدولي الإنساني، كما هو معرّف في البروتوكول الأول من المادة ٦١ في اتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩، وتتعهد بتوفير الخدمات المنصوص عليها في قائمة المادة الخامسة للغايات التالية: حماية السكان المدنيين من الأخطار الناجمة عن الأعمال العدائية أو الكوارث الأخرى، وتسريع عملية التعافي من الآثار المباشرة لهذه الأعمال، إضافة إلى توفير الظروف الضرورية لنجاة السكان المدنيين.
كما تسعى إلى تقديم مجموعة من الخدمات للشعب السوري، منها إنذار السكان المدنيين من الضربات والأخطار، والبحث والإنقاذ في المناطق الحضرية، وإخلاء السكان المدنيين من المناطق التي يقترب منها الصراع، و توفير الخدمات الطبية ومنها الإسعافات الأولية- لحظة الإصابة، والإطفاء، وإدارة ملاجئ الطوارئ، وتوفير سكن الطوارئ والمؤونة، والدفن الطارئ للموتى وغير ذلك من الخدمات.
الصعوبات
تواجه فرق ‘القبعات البيضاء’ مخاطر وصعوبات أثناء أداء مهامها، تصل أحيانا إلى حد مواجهة الموت خلال الغارات التي تشنها قوات النظام وحليفها الروسي، إضافة إلى الضغط النفسي ومسابقة الوقت للبحث تحت الركام عن المصابين ونقلهم للمشافي.
ومن بين الحوادث التي تعرضت لها استهداف طائرات روسية مركزا للدفاع المدني في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي يوم 26 أبريل/نيسان 2016 ما أوقع خمسة قتلى من عناصر القبعات البيضاء في حين دمر المركز بالكامل، وقد أثارت هذه الحادثة تعاطف السوريين.
وأعلن الأردن رسمياً، الأحد، موافقته على التعاون في إجلاء نحو 800 عنصر من أصحاب الخوذ البيضاء تمهيداً لتوطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا، بعد حصوله على ضمانات مكتوبة من تلك الدول تلزمها بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية لا تزيد عن 3 أشهر.
وتأسس فريق الخوذ البيضاء، الذي يضم أكثر من ثلاثة آلاف متطوع، عام 2013، بهدف إغاثة الجرحى ومساعدة المدنيين الذين يتعرضون لقصف قوات النظام. كما رُشحوا لنيل جائزة نوبل، وحاز فيلم ‘الخوذ البيضاء’ على جائزة أوسكار عام 2017.
ورغم كل ما قدموه من خدمات لإنقاذ المصابين معرِّضين حياتهم للمخاطر التي أدت إلى مقتل أكثر من 200 عنصر في مختلف أرجاء سوريا، دأب النظام ووسائل الإعلام الموالية له على تشويه صورتهم واتهامهم بالتلفيق والارتباط بجماعات إرهابية.