الكفاءة الذاتية تعزز الانجاز

د شفاء شوابكة

عندما تواجه تحديًا معينا، هل تشعر أنه يمكنك النهوض مرة أخرى؟ وانك بإمكانك ان تحقق هدفك! أم أنك تستسلم في حالة الهزيمة؟ أو هل تشك في قدراتك في التغلب على المواقف التي تعترض طريقك والنهوض مجددا مرة اخرى؟ إذا كنت تميل إلى الاستمرار في مواجهة التحديات، فمن المحتمل أن يكون لديك درجة عالية من الكفاءة الذاتية.
تُعرف الكفاءة الذاتية بأنها توقعات ومعتقدات الفَرْد حول قُدرته في التَغلّب على مَواقف وظُروف الحَياة بكل كفاءة ونَجاح، وعلى إنتاج مُسْتَوَيات مُعَينَة من الأداء للتَأثير على الأحْداث، والظُروف، إضافة إلى كيف يشعرون، ويُفكرون، ويتصرفون، ويُحفزون أنفسهم للأداء بشكل افضل، وتتضمن الكفاءة الذاتيّة عَدَدا من العَمَليّات المَعْرِفيّة، والتحفيزيّة، والعاطفيّة، لذا فهي جانب مهم من النظام الذاتي لأنها تلعب دورًا في شعورك تجاه نفسك، وما إذا كنت ستحقق أهدافك في الحياة بنجاح أم لا.
إن شعور الفَرْد بالكَفاءَة يُعزز الإنجاز، والنجاح، والإبداع، فالأشْخاص ذوو التأكيد العالي في قُدراتِهم وإمْكاناتهم، يَتَعامَلون مع المَهام الصّعْبَة كتحدّيات يجب إنجازها، وإتقانها بدلًا من أن تكون تهديدات يجب تجنبها، إنهم يعززون جُهودَهَم في مُواجَهَة الفشل والإحباطات، وسُرعان ما يستردون شعورهم بالقوة بعد الفشل والنكسات التي يتعرضون لها، وبالتالي فهم يتميزون بتقدير ذات مرتفع اكثر من الاخرين، أما الأفْراد الذين يُشككون في قُدراتِهم يحجمون عن المَهام الصعبة، ويُعْتَبَرونها تهديدات شَخصية، والتزامهم ضعيف بالأهداف التي يَختارون مُتابعتها، ويُرَكزون على جَوانِب الضعف، والقُصور، والعَقَبات التي سيواجِهونها، بالتالي الاستسلام بِسُهُولة.
إن نمو الكفاءة الذاتية لا ينتهي خلال فترة معينة لذا تستطيع اخضاعها للتنمية والتطوير فهي مهارة نفسية يمكنك تعزيزها فاذا شعرت ان لديك تدني في الكفاءة الذاتية، قم بزيادة تعرضك للخبرات الإيجابية المباشرة، حيث ان تجارب الإتقان والممارسة الحقيقية تضمن لك النجاح في حياتك ومن خلال وضع خطة سليمة واهداف واضحة لتوصلك الى غايتك مما يساعدك على بناء إيمان قوي بقدرتك، إضافة الى ان ملاحظة الاخرين ومراقبة طريقتهم في تحقيق الإنجازات سيعلمك انك أيضا قادرا على اكتساب مهارات جديدة، فمن المحتمل أن تمتص بعض تلك المعتقدات الإيجابية.
أن سماع التعليقات الإيجابية من الآخرين يساعد في رفع مستوى الكفاءة الذاتية لديك ولكن أيضا من الجميل ان تكون حذرا في علاقاتك واختيار الأشخاص المناسبين الذين يشجعونك ويعززونك باستمرار، ان هذا لا يكفي لوحدة، أيضا انت بحاجة الى تعزيز داخلي نابع منك من خلال تأكيدات وتشجيعات إيجابية مثمرة، كأن تقول لنفسك ” قوتي وعزيمتي وارادتي تزداد يوما بعد يوم لتحقيق أهدافي ورغباتي”
هناك طريقة أخرى لتعزيز كفاءتك الذاتية وهي البحث عن طرق لإدارة أفكارك ومشاعرك فيما تحاول تحقيقه فاذا شعرت بالقلق فيمكن أن يساعدك البحث عن طرق لتخفيف مستويات التوتر لديك على الشعور بثقة أكبر في قدراتك، وإذا وجدت نفسك تسكن في دوامة من الأفكار السلبية فحاول ان تبحث عن طرق لاستبدال السلبية بالحديث الذاتي الإيجابي الذي يعزز الإيمان بالنفس.
لا تنتظر أكثر من ذلك تستطيع بناء كفاءتك الذاتية وان تستفيد من خبراتك ومعرفة نقاط القصور والضعف وان تقوم بتعزيزها، وراجع علاقاتك وشبكتك الاجتماعية وقم باستبدال علاقاتك السلبية المحبطة وابحث دائما عن الإيجابي في علاقاتك وتواصلك وفي افكارك.

بقلم الدكتورة شفاء الشوابكة
فلسفة الارشاد النفسي والتربوي/ الجامعة الألمانية الأردنية
dr.shefa@yahoo.com

مقالات ذات صلة