مهرجان مؤاب الشعري..مبدعون يوقدون وهج التاريخ وينثرون نِعناع الأمكنة..

أ.د حسين محادين

حرير- الاسم- مهرجان مؤاب الشعري الرابع ،دورة مدرسة الكرك الثانوية.
يومي 28-29-9-2022.
المكان والجهة المُنظمة.. مديرية ثقافة محافظة الكرك -مركز الحسن الثقافي وعبر لجنة نوعية عليا من المبدعين والمبدعات واصحاب دربة في العمل الثقافي من الكرك برئاسة مديرة الثقافة الفاضلة عروبة الشمايلة.

(1)

من مُلهمات أسم ودلالات المهرجان للاجيال ومنهن..

أ- حضارة مؤاب الرائدة واستلهام دلالاتها وعِبرها بقيادة ميشع الذبياني الذي هزم العبرانيين اول مرة وبنى كركا، موبا/ وكلها من اسماء كرك التي تعني في بعض معانيها المدينة المسورة التي تعلو تلاً، وشيًد فيها ايضا القلعة وبِركتان للماء بهدف تعزيز صمود اهلها وجيشها في اوقات الحرب والحصار..وجل هذا التوثيق يستند الى ما ورد على وجه مِسلة القائد ميشع الحجرية الموجودة الآن وللأسف في متحف اللوفر الفرنسي ولم يصار رسميا الى استرجاعها للوطن بعد.

ب-مدرسة الكرك الثانوية للبنين وتجلت ايضا في معرض الصور والرسومات التي توثق لتاريخ ووقائع ادارية وتعليمية ضمن فعاليات المهرجان، كيف لا..؟.

وهي المدرسة الابتدائية الأم الأولى الولودة بالريادة والتعليم في الاردن التي شيدت بجهد وتبرعات الاهالي من مسلمين ومسيحين عام 1899 ميلادية وهذا تميز مضاف لها..وفي الوقت ذاته احتضنت فضاءاتها الرحبة حوارية نوعية لعدد من المؤرخين والباحثين ضمن فعاليات المهرجان الشعري تحت عنوان اصالة الماضي وعراقة الحاضر، هذه المدرسة -المنجم العلمي للآن- رفدت الوطن بالكثير من خريجيها عبر اجيال كثيرة وهم الذين تابعوا دراستهم اللاحقة في مدرسة السلط الثانوية التي وضع حجر الاساس لها الملك المؤسس عبدالله الأول عام 1923.

(2)

الشعر ونِعناع الأمكنة..

تضمن المهرجان الذي أقيم وبترتبب مميز في الساحة الخارجية لمركز الحسن التي تطل على قلعة الكرك وتحاكيها مشاركة مقدرة لشعراء أردنيين وعرب من مختلف مدارس الشعر في أمسيتين توأمين “فصيح ونبطي” على مدار يومين ايضا وبينهما حبل سُري بليغ الحضور وباسق الدلالات، عنوانه الأميز الشعر الصادق والوفيّ لغابة المعاني الوطنية النبيلة التي حملها ضمنا وهج الرسالة التنويرية التي ارادت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان بثها لإحكام اهمية الاعتزاز والايمان بتاريخ الوطن والانسان الاردني لدى الاجيال الحالية عبر إظهار جدلية الماضي المؤابي مع راهنية وأهمية العلم والتعليم في الوطن من خلال سعيهما لجنة وجمهور الاصرار على استدامة ريادة مدرسة الكرك كأنموذج ناطق وملهم في الوجدان والحس الجمعي لدى كل الاردنيين وهم يعبرون بالمئوية الثانية للدولة الاردنية في عمرها المديد.

إذن، كان المهرجان ايضا، احتفاء بالشعر الراشح من آهات الناس وتطلعاتهم في الأمستين وكان بدقة علمية، هو ذاته الدفِق بانثياله وخصوصية رموزه وتوظيفات مضامينه الأردنية الاعمق، الربابة، المهباش، المدرقة، الرويًد والهجيني المموسقان مع عبق معانيها التي أسرت بتميز مضامينها حضورا واداءً راقيا حواس الجمهور التنوع الذي حضر باصغاء لافت للشعراء المغردين والالحان الموسيقية الحديثة المرافقة لهم في الامسيتين وعددهم ستة عشر شاعراً وشاعرة.

اخيرا

شكرا لكل الذين شاركوا في انجاح واستمرار دورات المهرجان الاربع للآن..وشروع على المهرجان الخامس بعون الله.

*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة.

مقالات ذات صلة