حدث في القدس… أسامه الكسواني

بعد البحث والتحري عن حادثة موثقة تثبت انه سبق للمسلمين ان صلوا صلاة الجنازة على ميت غير مسلم لم نجد على مر التاريخ.

ولكن هذا حدث بالفعل في القدس، حيث تداعت القوى الاسلامية للمشاركة في صلاة الجنازة على ابنة فلسطين المناضلة وشهيدة الكلمة وصوت الحق شيرين ابو عاقلة التي قالت في احدى مقابلاتها ” انها لا تستطيع تغيير الواقع ولكن بامكانها نقل الواقع المرير الى كل العالم”.

شيرين نقلت معاناة شعبها المسلم والمسيحي في كافة المدن والقرى والمخيمات وكانت انسانيتها ووطنيتها تغلب على مهنتها فتتفاعل مع الحدث فتراها تساعد في البحث عن مفقودين او عن شاب تبحث عنه امه بين اجساد الشهداء المسجية في المستشفيات او تراها ترشد سيارة الاسعاف الى جريح يئن من الالم، او ترافق زفة الشهداء الى مثواهم الاخير.

دعاة عدم الترحم عليها اصمتوا

هل ناديتم وعلا صوتكم بانها على غير ديانتكم ولا تجوز ان تقدم يد العون والمساعدة لابناء شعبها وتقف معهم على خط المواجهة؟

الم تروها تركض وتهرول وتدافع عن الاقصى ؟

لماذا لم تمنعوها من الجلوس على درج باب العامود او في ساحات الاقصى لانها من غير دينكم؟

لماذا لم تمنعوها من تنظيف الحرم القدسي بعد كل اقتحام وتدنيس الاقصى المبارك سواء من جنود الاحتلال او قطعان المستوطنين؟

الان فقط عرفتم ديانتها؟ وحرمتم عليها دعوات صادقة بقلب مجروح وعيون دامعة من ابناء شعبها.

القوى الاسلامية الوسطية وبعض الشيوخ المعروفين بثقلهم على الساحة الفلسطينية قالوا كلمتهم وموقفهم هذا كفيل بأن يسكت كل من يحاول جر جريمة الاغتيال الى منحى اخر، منحى نتن ومقيت.

هل رجال الدين الذين صدحوا بالحق مضطرون للنفاق وبيع دينهم بدنياهم خاصة بعد هذا العمر والمشوار الطويل في الفقة والسنة والتوحيد والفتاوي؟

مع العلم ان مفتي عام فلسطين ومشايخ دار الافتاء شاركوا في الجنازة التي اقيمت امس في رام الله.

نقول لاصحاب النفوس المريضة والذباب الالكتروني والذين لا يحفظ السواد الاعظم منهم ١٠ سور من القران الكريم في احسن الاحوال اما آن لكم ان تكفوا عن التفكير السطحي والعنصري المقيت والنسخ واللصق والانجرار وراء ماكينة العدو الاعلامية التي نجحت نجاح باهر في تحويل مجرى الجريمة وادارت المشهد بكل تميز واقتدار بتعاونكم وانتم لا تعلمون.

ان الدعوة من هذه الفئة التي لا تمثل شعبنا هي دعوة للتفريق بين ابناء الشعب الواحد كمان ان مثل هذه الدعوات تمس مشاعر اهل المتوفي وتؤثر في نفسيتهم سلبا في هذا الوقت العصيب عليهم.

الا تخجلوا من انفسكم؟ فشيرين وابناء شعبها يعيشون تحت نير اقذر احتلال ويعانون ما يعانونه من قهر وظلم وتضييق على كافة مناحي حياتهم بينما انتم غارقون في ملذاتكم وحياة مستقرة امنه بين عائلاتكم وبالنهاية تتفجر قريحتكم بتحريم الدعاء لها وكأنكم وكلاء الله في الارض.

طوبى لك يا شيرين وطوبى لفلسطين التي انجبت دلال المغربي وانجبتك وانجبت شعب الجبارين الذي يترفع السواد الاعظم منه عن الصغائر والانزلاق نحو الفتنة، وتقف اجلالا واحتراما لكل مقاوم وكل اسير وكل مظلوم.

المجد والخلود لشهداءنا الابرار واللعنة على الصهاينة المحتلين والمتخاذلين معهم.

اسامه حسان

مقالات ذات صلة