«كرنفال من الاحتجاجات» ينتظر ترمب في بريطانيا

توعّد بريطانيون، الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ«كرنفال من الاحتجاجات» يتزامن مع زيارته لبريطانيا الخميس المقبل، رغم عقده معظم لقاءاته خارج العاصمة لندن.
ويرغب المنظمون بجعل هذا التحرك «أكبر تجمع يحشدون له منذ المظاهرات المناهضة للتدخل العسكري الأميركي البريطاني في العراق عام 2003»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسيصل ترمب وسيدة أميركا الأولى ميلانيا ترمب إلى بريطانيا بعد ظهر الخميس، عقب المشاركة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي ببروكسل. وسيشارك الرئيس وزوجته في حفل عشاء تنظمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي على شرفهما في قصر بلينهام في أوكسفيردشير حيث وُلد وينستون تشيرشل. وسيقضي ترمب ليلته الأولى في بريطانيا في مقر إقامة السفير الأميركي بلندن. واليوم التالي، سيتجه ترمب إلى مقر إقامة رئاسة الوزراء الريفي بتشيكرز الواقع على بعد 70 كيلومتراً شمال غربي لندن، ليعقد مباحثات مع ماي، ثم إلى قصر ويندسور للقاء الملكة إليزابيث الثانية قبل السفر إلى اسكتلندا لقضاء يومين. ومن المتوقع أن ترافق ميلانيا زوجها في عدد من المناسبات، إلا أن لها برنامجاً خاصاً، سيشارك فيه زوج رئيسة الوزراء فيليب ماي.
وفيما لم يُعلن بشكل رسمي أن ترمب يتجنب الاحتكاك بالمظاهرات، إلا أن الوقت القصير الذي سيقضيه في لندن أثار الكثير من التكهنات. ورفض السفير الأميركي وودي جونسون، هذه الاتهامات، وقال: «كلا، لا يسعى الرئيس إلى تجنب أي شيء. إنه يحاول فقط استغلال فترة 24 ساعة بأحسن طريقة ممكنة». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي حول جدول الرئيس في بريطانيا، أنه سيستخدم لندن كقاعدة خلال زيارته.
بدوره، دافع متحدث باسم مكتب تيريزا ماي، عن قرارها عقد المحادثات في تشيكرز بالقول إن «رئيسة الوزراء كثيراً ما تستخدم تشيكرز لعقد لقاءات مع القادة الأجانب. إنه يوفر إطاراً أقل رسمية للمحادثات الثنائية»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الغارديان». وأضاف: «نتطلع لأن يعيش الرئيس الأميركي التجربة البريطانية، (التي لا تقتصر على لندن والجنوب الشرقي)». وفي تعليقه على المظاهرات، قال: «إننا ديمقراطية حرة ومنفتحة، ونؤمن بحق التظاهر السلمي. لكنني أعتقد أن غالبية الشعب البريطاني يدرك أهمية الحلف البريطاني – الأميركي».
في المقابل، صرّح العضو في ائتلاف «ستوب ذي وور» (أوقفوا الحرب) كريس ناينهام، بأنه في كل الأحوال، «نعتقد أنه ستكون هناك مظاهرات هائلة ضد ترمب أينما ذهب». وأضاف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «الاحتجاج ضد ترمب سيكون احتفالاً حقيقياً بالتنوع الذي نحبّه في المملكة المتحدة، وسيرسل إشارة قوية فحواها أن رسالته (التي تحمل) كراهية وانقساماً ليس مرحّبا بها في هذا البلد».
وأجّلت الإدارة الأميركية زيارة ترمب إلى بريطانيا عدة مرات، ويُعتقد أن الانتقادات القاسية التي وجهها إليه مواطنون ونواب لعبت دوراً في ذلك. وأثارت سياسة الهجرة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية أخيراً، وتدخله في الشؤون العامة البريطانية، كإعادة نشر مقاطع فيديو ضد المسلمين وزّعتها مجموعة بريطانية من اليمين المتطرف، غضب الكثيرين. وقال ناينهام إن «هناك الكثير من الأسباب للتظاهر ضد ترمب»، مشيراً إلى «سلوكه تجاه النساء» أو «عنصريته تجاه المسلمين».
وسيتجمع المتظاهرون الخميس، في محيط قصر بلينهايم، وهو منزل ريفي فخم قرب أكسفورد، حيث سيشارك الرئيس الأميركي في عشاء. كما أنهم سيتظاهرون بالقرب من وينفيلد هاوس، حيث سيمضي ترمب وزوجته الليلة. ومن المفترض أن ترتفع شعارات مناهضة لترمب قرب تشيكرز.
وستبلغ الاحتجاجات ذروتها في لندن، مع مسيرة مرتقبة تصل حتى ساحة الطرف الأغر، يشارك فيها متظاهرون من جميع أنحاء البلاد. ودعا المنظمون، المشاركين إلى أن يجلبوا معهم «لافتات ومكبرات صوت وكل ما هو ضروري لإطلاق الثورة».
وسيحلق في سماء العاصمة البريطانية بالون مسيّر ضخم يُظهر ترمب يرتدي حفاضاً. وقد وقّع رئيس بلدية لندن صديق خان، الذي كانت لديه اختلافات في الآراء مع ترمب، إذن تثبيت البالون على ارتفاع 30 متراً قرب البرلمان لعدة ساعات، الجمعة. ودعم أكثر من 10 آلاف شخص عريضة لتحليق البالون، فيما تسبب قرار عمدة لندن في غضب عشرات رواد منصات التواصل الاجتماعي الداعمين للرئيس الأميركي.
وندد الزعيم السابق لحزب الاستقلال البريطاني (يوكيب) المناهض للوحدة الأوروبية، نايجل فاراج، وهو من أبرز مؤيدي ترمب، بهذه المبادرة، معتبراً أنها «أكبر إهانة على الإطلاق وُجّهت إلى رئيس أميركي يمارس مهامه».
في المقابل، اعتبر النائب العمالي ديفيد لامي أن ترمب «يستحق ذلك»، مذكراً بإعادة نشر الرئيس الأميركي مقاطع الفيديو المناهضة للمسلمين.
وسينتقل البالون إلى اسكتلندا، حيث سيمضي الرئيس الأميركي عطلة نهاية الأسبوع. وقد أعلن أيضاً عن مظاهرة في غلاسكو (غرب)، الجمعة، قبل مسيرة مرتقبة، السبت، في إدنبره (شرق)، عاصمة المنطقة الشمالية. ويبدو المتظاهرون مستعدين للذهاب إلى ملعبي الغولف اللذين يملكهما ترمب في اسكتلندا، في حال قرر التوجه إليهما.
وصرّح العضو في الحزب العمالي الاسكتلندي ريتشارد ليونارد وهو محرض كبير ضد ترمب: «إنه (ترمب) معادٍ للنساء وللإسلام، وناكر للتغيير المناخي ومناهض للنقابات، تدخلاته في مجال السياسة الخارجية كانت صادمة، ومن الواضح أنه رئيس عنصري». وأضاف: «لا أعتقد أنه يجب فرش السجاد الأحمر لشخص لديه أفكار بغيضة إلى هذا الحدّ».

مقالات ذات صلة