مستشفى النديم الحكومي.. نقص كوادر طبية وأدوية واكتظاظ بأعداد المراجعين

“نقص أدوية ضرورية وكوادر طبية وتمريضية وأسرة شفاء.. واكتظاظ بأعداد المراجعين.. وافتقار لأجهزة ومستلزمات طبية حديثة وضرورية”.. تلك هي سمات مستشفى النديم الحكومي في مادبا، حسب ما يؤكد مواطنون قالوا إن المراجعين يضطرون للانتظار لساعات طويلة حتى يتمكنوا من الحصول على معاينة طبية ومن ثم العلاج.

ويضيفون “أن المستشفى غير مؤهل وغير قادر على استقبال الحالات الحرجة والخطيرة، مثل الأزمات القلبية والجلطات على أنواعها والنزيف الدماغي والداخلي والتعامل مع إصابات حوادث السير وإطلاق النار وغيرها من الإصابات البليغة”.

ويقولون “إن العديد من المرضى والمراجعين ممن تصنف حالاتهم بالخطرة، قد فارقوا الحياة عند نقلهم إلى أحد مستشفيات العاصمة، كون مستشفى النديم يقف عاجزا عن استقبال حالات حرجة”، مضيفين “أن معظم حوادث السير التي تقع على الطريق الصحراوي، الذي يرتاده المئات يوميا، يتم تحويلها إلى “النديم” رغم أن الجميع يعلم عدم مقدرة هذا المستشفى على استقبال حالات خطيرة”.

ولا يقف الأمر عند تذمر المراجعين من طول ساعات الانتظار للحصول على العلاج أو الكشف على حالاتهم المرضية، وخاصة في قسم الطوارئ؛ إذ يقابله تذمر آخر من قبل أطباء “النديم” يؤكدون أن كثرة أعداد المراجعين يوميا باتت “تولد عليهم ضغوطا تفوق قدرتهم على العمل وتحول دون تقديم الرعاية العلاجية المُثلى للمريض”.

المواطن خالد معتز، يؤكد أنه “يضطر في أحيان كثيرة إلى الانتظار ساعات طويلة للحصول على معاينة طبية، وبالأخص عندما يقوم بمراجعة قسم الطوارئ”، مضيفا أنه في أحد الأيام قام بمرافقة والده المسن إلى “طوارئ النديم” لكنه “لم يتمكن من الحصول على العلاج بسبب اكتظاظ المراجعين بأعداد كبيرة، وذلك بعد أن انتظرا ساعات عدة من أجل ذلك”.

وفيما يقول “إنه اضطر للعودة في اليوم الثاني حتى يتمكن من معالجة والده المسن”، مطالبا بضرورة زيادة أعداد أطباء المستشفى.

ويؤكد أن هناك “نقصا ببعض الأدوية لاسيما أدوية القلب و”البروستاتا”، بحيث يضطر المريض إلى شرائها من صيدليات القطاع الخاص بأسعار مرتفعة”.

المواطن سالم سليمان، يؤكد “أنه اضطر للانتظار ساعات عدة حتى استطاع أن يجري فحصا لقياس مستوى السكر في الدم، رغم أن هذا الفحص لا يحتاج لأكثر من دقائق عدة لإجرائه في أي مركز صحي خاص أو عام”.

ويوضح أن وجود حالة طارئة واحدة بقسم الطوارئ يترتب عليها “توقف الطبيب المناوب عن استقبال المراجعين لحين حضور الطبيب المختص، فضلاً عن أن الأجهزة الطبية ومستلزماتها غير كافية”.

ويعزو سبب الاكتظاظ بـ”طوارئ النديم” إلى “عدم وجود نظام لتصنيف المراجعين حسب الحالة الصحية وسبب المراجعة”.

ويتفق معتز أبو قاعود مع سابقه “حول مشكلة غياب التنظيم الذي يتسبب باكتظاظ المراجعين على قسم الطوارئ”، مؤكدا أن المستشفى “يُعاني من نقص بعدد أسرة الشفاء، وخاصة في أقسام الباطني رجال ونساء والنسائية والجراحة، بالإضافة إلى قلة عدد الاختصاصيين، ناهيك عن عدم وجود أخصائيي جراحة قلب وشرايين ودماغ وأعصاب”.

مدير المستشفى، الدكتور نايف الزبن، يؤكد، في تصريح صحفي لـ”الغد”، أن تقديم الرعاية الطبية والعلاجية للمراجعين، الذين وصف عددهم بـ”المرتفع”، يتطلب رفد “النديم” بكوادر طبية وتمريضية وأجهزة طبية حديثة، وزيادة عدد أسرة الشفاء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الكادر الطبي والتمريضي “لا يدخر جهدا في سبيل معالجة المرضى والكشف على الحالات بشكل صحيح سليم”.

كما يؤكد “كثرة مراجعي قسم الطوارئ من دون وجود سبب طبي حقيقي طارئ؛ حيث إن معظم المراجعين يعانون من أمراض يمكن معالجتها في المراكز الصحية الأولية الشاملة أو العيادات لا في الطوارئ، حيث يستطيع المراجع الحصول على خدمات طبية متكاملة”.

ويرى الزبن أن تطبيق نظام الكشفية للحالات غير الطارئة سيحد من حالات الازدحام غير المبرر في قسم الطوارئ، نافيا “وجود أي نقص في الأدوية”، عازيا سبب الشكاوى المتعلقة بنقص الأدوية إلى “رغبة بعض المرضى بالحصول على الأدوية بأسمائها التجارية لا العلمية”.

ويوضح “أن وزارة الصحة توفر جميع أنواع العلاجات وتقوم بشراء الدواء من صيدليات القطاع الخاص على حساب التأمين الصحي في حال عدم توفر البديل المناسب للمريض”.

ويشير الزبن إلى أن مستشفى النديم يقدمات خدمات طبية لنحو نصف مليون مواطن، فيما يبلغ عدد الأسرة 120 سريرا و80 طبيبا، مؤكداً “توفر كل الأجهزة الطبية اللازمة”.

وفيما يتعلق بعدد أخصائيي القلب والأعصاب، يقول الزبن إن هؤلاء عددهم “قليل” في مستشفيات الصحة، مضيفا أن مستشاري وأخصائيي الباطني يقومون بجزء كبير من مهمة أخصائيي القلب والأعصاب لمتابعة المرضى.

الغد-أحمد الشوابكة

مقالات ذات صلة