كتابنا وعدم وضوح الهوية السياسية… محمد أنيس المحتسب

هل كتب على الإعلاميين أوالصحفيين أن لا يستقروا على مبدأ واحد أو منهج واضح ؟ وإلا لماذا نقرأ لأحدهم اليوم مقالا نشعر من خلال القراءة أنه في أقصى اليسار من حيث الفكرة التي طرحها والنهج الذي اتبعه في تحليلها والشواهد التي أبرزها والشخصيات التي استشهد بأقوالها . ثم وبقدرة قادر نقرأ للصحفي نفسه مقالا في يوم آخر كان فيه على عكس ما طرحه في المقال الذي سبقه فالفكرة المتناولة مغايرة ، والتحليل بنهج سياسي وايديولوجي مختلف تماما ، ومن صنفته بالأمس القريب في أقصى اليسار عليك أن تعتنذر عن الخطأ الذي وقعت فيه وأن تعيد تصنيفه في أقصى اليمين .ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بناء على ما تقدم : هل هذا هو سبب عدم بروز كتاب صحفيين وإعلاميين بارزين بين أظهرنا وفي محيط مؤسساتنا الإعلامية ؟ وهل هذا هو الذي يجعل جماهير القراء أو المستمعين والمشاهدين يبحثون عن كتاب آخرين من خارج حدود الوطن يقرأون لهم ويستمعون لتحليلاتهم بعيدا عن التذبذب الذي أصاب الكتاب والمحللين داخل الوطن ؟وإذا كان الأمر كذلك فهل مرده إلى غياب المعلومة وعدم قدرة المحلل عندنا من الوصول إليها ؟ أم إن سقف الحرية المعطى له لا يمكنه من تناول الموضوع وتحليله بعمق أكثر وفهم أقوى ؟ أم لأن مؤسساتنا الإعلامية المختلفة غير جادة في أن تكون منابر للرأي والرأي الآخر وبقيت كذلك الذي يقف على رجل واحدة أو كذلك الذي يحاول أن يصفق بيد واحدة ؟ فلا ذاك سار على الدرب ووصل ولا هذا أسمع من حوله تصفيقه .

مقالات ذات صلة