أسرار الترحيب بنتنياهو في الأردن

أسرار الترحيب بنتنياهو:

الأردن في طريق «موحش» وقبل الإرتطام بـ «المجهول» و«نمر» بشار الأسد في الجنوب

بسام البدارين ـ القدس العربي

نشتمُ رائحة «تنازلات كبيرة ومؤلمة» لصالح ما يسمى بصفقة القرن عبر إطلالة مهندس إتفاقية «وادي عربة» الدكتور عبد السلام المجالي على شاشة فضائية «رؤيا» مؤخرا.
الرجل المخضرم، وكأنه مستعد للانقضاض مجددا نحو عملية سلام مستجدة وخطيرة.
مجرد عودة المجالي للأضواء فجأة وبعد توقف كل من نتنياهو وكوشنر وغرينبلات وميركل في عمان إيحاء بـ «جديد مقبل»، حيث لا ينفع مع هذه التطورات الكبيرة ما يقترحه الدكتور مروان المعشر، وهو يصر على عدم وجود من يستطيع «تعريف» صفقة القرن.
تلك الصفقة لم يشاورنا أحد فيها أصلا، حتى نضع لها تعريفا، وأشك بأن الحكومة الأردنية نفسها تعرف ما الذي يجري أصلا!
عندما يظهر أكبر المحذرين من المشروع الصهيوني، وهو الرئيس طاهر المصري على شاشة محلية متحدثا عن الانتباه لمطبات ما نقبله غدا وهو اليوم يمكن قبوله … عندما يحصل ذلك نشعر بارتياب شديد.
عندما تستضيف قناة «الحرة» محللا يتغنى فجأة بزيارة نتنياهو باعتبارها إشارة توصي بعودة بلاده إلى الطاولة نشعر بالإرتياب أيضا.
ونشعر به أكثر عندما تقرر إدارة الرئيس الأمريكي إبتزاز الأردن فجأة وتأمين مقابلة سريعة مع ترامب وطاقمه للملك عبدالله الثاني.
الأردن تحت الضغط والحصار لكي يقبل بالترتيب الجديد، وليس سرا أن الضغط بدأ من عند السعودية في عهدها الجديد، حيث كاميرا «الجزيرة» تلتقط محمد بن سلمان في الصف الخلفي لرباعية إجتماع مكة، بينما يدير الأمير الشاب كل مسلسل الضغوط على عمان ورام الله، قبل أن تنقل «الجزيرة» نفسها عن وسائل إعلام إسرائيلية نبأ حضور بن سلمان وغيره لعمان أثناء عبور نتنياهو إليها.
الأردن، وبعد احتجاجات الأسعار الأخيرة يمضي في «طريق موحش»، ويكاد يرتطم بالمجهول»… تلك تعبيرات وردت على لسان قادة المملكة.
الارتطام آت، لا محالة، لكن بمجهول ما يسمى بصفقة القرن، وفقط أمير قطر يرسل رسالة يقول فيها بضرورة دعم «صمود وثبات الموقف الأردني»، أما دول الحصار على قطر فتحاصر الأردن عمليا أيضا.
الحاجة ملحة لأن لا يترك الأردن وحيدا في المواجهة الخطيرة المقبلة وملحة أيضا لتوحد الأردنيين خلف مؤسساتهم… على أقل تقدير يمكن تخفيف مظاهر التهشم بعد الارتطام.

مهلة 100 يوم

تطلب وزيرة الإعلام الجديدة زميلتنا جمانة غنيمات مئة يوم «عطوة» على شكل مهلة، وهي تتحدث لأهم البرامج الحوارية في التلفزيون الرسمي.
لا يحتاج الأمر أكثر من 100 دقيقة لكي ندرك أن طبخة ما، يجري تحضيرها على المستوى الإقليمي، وقد شاطت وتسارعت.
رغم ذلك من حق حكومة الرئيس عمر الرزاز أن تحصل على المهلة الطبيعية، حيث لا خيار أصلا أمام الأردنيين، وحيث حملة انتقائية فاشلة، تترك الجوهري وتركز على كلب الوزيرة أو زوجة الوزير، على أساس وجود «عرق آري» معلب ينبغي أن يعين الوزراء منه أصلا في بلد صغير يعرف الجميع فيه الجميع وتقوده النميمة، كما يحصل في حارة ضيقة.
يسألني مقدم البرامج في محطة «اليرموك» عن رأيي في أزمة الأدوات بعد تعيين الرزاز فأستعيد قصرا كل الذكريات الحزينة.
نعم ككل مواطن أردني يتعبني التفكير الدائم بمسلسل «النخبة»… والناس «إللي فوق»… كيف تختار وعلى أي أسس ووفقا لأي منطق؟ ما هي تداعيات ونتائج «الانتقاء غير المنطقي» ودوره في إنتاج قاعدة أعرض من السلبية الوطنية؟ ما الذي يحصل مع من يتم إختياره، ولماذا يتغير بسرعة نادرا وينقلب على نفسه غالبا؟
حسب صديقنا مصطفى حمارنة يحصل شيء غريب عندما يجلس المثقفون على «كرسي السلطة» فالمعطيات تتغير.
ما هي الخدمة الجوهرية، التي لا نستطيع التقاطها ويقدمها الانتقاء على أسس غير مهنية وخارج سياقات الكفاءة في بلادنا العربية؟
نسمع من خبراء وجود حالة «عجز» تامة في «الداخل» جراء تراكم الخبرات المراهقة أو الإنتهازية وتسلل الكفاءات للخارج، حيث لا أدوات جديدة وحيث صعوبات بالغة في «نقل الخبرة» وصناعة رموز وقادة.
القوم في العمق لا يريدون الإقرار بالواقع ومستمرون بالإنكار ويقترب الأردنيون فعلا بعد تراكم عدد الحكومات من مقولة «معالي الشعب الكريم».

النظام السوري ومعركة الجنوب

عندما يقع بلدك على المحك تلتهمك هواتف الفضائيات الباحثة عن متعة المتابعة والتقاط السؤال والمفارقة.
ما الذي يمكن أن يقوله أردني مثلا للجمهور الألماني، بعد زيارة ميركل الأخيرة التي دفعت فيها 100 مليون دولار بالتأكيد من أجل مصالح سياسية.
هل يقول مثلا إن وهم ما سمي بالمشروع النووي كلف الشعب الأردني 100 مليون دينار، ثم توقف فجأة، وبكل بساطة حين أطل مسؤول المشروع على الشاشة الرسمية ليزف للأردنيين النبأ التعيس وفي كل بساطة: شكرا لكم… نبلغكم بأنه تقرر ايقاف المشروع بعد أن دفعنا من جيوبكم وعلى حسابكم 100 مليون في بلد فقر جائع.
نعم الأردن طوال الأسبوع كان خبرا دسما في التقاطات الفضائيات، والغريب أنه كذلك رغم أن المسألة لا ناقة له فيها ولا بعير، فالجميع يتحدث عن مصير الضفة الغربية و«المستر كوشنر» وعن الجنوب السوري، حيث الوحش أو «النمر» سهيل الحسن، بطل الإنزلاقات الوطنية في الجيش السوري، جمع الشباب وبدأ معركة «تحرير الجنوب» وبدون ميليشيات هذه المرة على حد تعبير مذيع أخبار تلفزيون «المستقبل».
ما حاجة الدول المجاورة للميليشيات، إذا كان ملتهم القلوب والحناجر «النمر الوردي» في طريقه للانتقام من الأهالي؟! هذا سؤال لا تجيب عليه شاشة الفضائية السورية المفعمة بصور «الأخ» النمر.

مقالات ذات صلة