الأردنيون مصرون على المقاطعة

حرير – تعكس نتائج استطلاع الرأي التي أعلنها مركز الدراسات الاستراتيجية، الأحد، اتجاهات الرأي العام الأردني، بشكل يمكّن أصحاب ودوائر صنع القرار في الأردن من تحديد موقفهم إزاء العديد من الظواهر التي تكوّنت منذ اطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 اوكتوبر الماضي.
صحيح أننا لم نعتد من المركز أن يعكس اتجاهات الرأي العام بدقة، لكنّ هذا الاستطلاع يمكن أن يكون مؤشرا نسبيا على رأي الأردني بخصوص بعض القضايا المثارة مجتمعيا.
لعلّ أبرز ظاهرة تنامت منذ 7 اوكتوبر كانت مقاطعة المنتجات الأمريكية والأجنبية، والتوجه نحو المنتجات محليّة الصنع، إذ أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن (93%) من الأردنيين يقاطعون فعلا منتجات أمريكية واسرائيلية أو منتجات دول تؤيد الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الأهل في قطاع غزة، وهذه نسبة مرتفعة جدا يمكن اعتبارها اجماعا أو شبه اجماع.
وأشارت النتائج إلى أن الغالبية العظمى من الأردنيين (95%) توجهوا إلى المنتج المحلي الصنع كبديل للمنتجات التي تمت مقاطعتها.
ورأى (72%) من الأردنيين أن تلك المقاطعة لن تضرّ بالاقتصاد الوطني الأردني.
ويشير الاستطلاع إلى أن غالبية الأردنيية وبنسبة (72%) يرون ما تقوم به قوات الاحتلال في قطاع غزة هو حرب إبادة جماعية، وبالرغم من ذلك، فإن (91%) من الأردنيين لا يرون أن اسرائيل ستنجح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ويرى (55%) من الأردنيين أن حماس ستواصل حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.
وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن غالبية الأردنيين (66%) يؤيدون بشكل كبير ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هجومها المفاجئ على المستوطنين الصهاينة وقواعدهم العسكرية في عملية طوفان الأقصى، فيما لا يؤيد (3%) فقط من عينة الخبراء ما قامت به حماس على الإطلاق.
تلك الحقائق التي يُثبتها من جديد استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية يُفترض أن تكون بوصلة لأركان الدولة الأردنية؛ الالتزام الواسع بالمقاطعة يُفترض أن يدفع الحكومة لدعم الصناعات الوطنية، تماما كما يُفترض أن تتوقف محاولات شيطنة هذه المقاطعة، كما أن الايمان بحقّ الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال يُفترض أن يدفع الحكومة لتصعيد اجراءاتها إزاء هذا العدوّ الذي يشنّ حرب إبادة ضدّ الشعب الفلسطيني، وأن تذهب فعلا نحو إلغاء اتفاقية وادي عربة مع الكيان الصهيوني.

مقالات ذات صلة