الصخر الزيتي.. حاجة ملحة في ظل تجربة لم تكتمل!

حرير _ يمثل استخراج الصخر الزيتي في الأردن ضرورة ملحة وحاجة مهمة في ظل الارتفاع الكبير الذي تشهده اسعار النفط عالميا، في ظل امتلاك الأردن لمخزون وافر من مادة الصخر الزيتي تقدر الخامات القريبة من السطح منها بحسب موقع وزارة الطاقة والثروة المعدنية احتياطياته، بحوالي 70 مليار طن تحتوي على ما يزيد على 35 مليار طن من البترول من النوعية عالية الجودة.

فمن الناحية الفنية، يمكن استغلال الصخر الزيتي سواء بالحرق المباشر لتوليد الكهرباء أو بالتقطير لإنتاج البترول والكهرباء ومنتجات ثانوية أخرى مثل الفوسفات، الكبريت، الألمنيوم، سلفات الامونيوم واليورانيوم.

واعتبر خبراء في احاديث الى الرأي ان الصخر الزيتي موضوع شائك وغير اقتصادي حتى الآن ويحتاج الى وقت ودراسات معمقة .

ويتواجد الصخر الزيتي في الاردن في مناطق مختلفة من معان جنوبا وحتى نهر اليرموك شمالا على شكل تكشفات سطحية للخام في اللجون والسلطاني وجرف الدراويش وعطارات أم الغدران ووادي المغار وسواقة والثمد أما مناطق تواجده تحت السطحي (العميق) فهي خان الزبيب وأذرح وغرب الجفر ومنطقة الأزرق ومنطقة اليرموك.

وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي إنه لم يبدأ انتاج الزيت من الصخر الزيتي بعد ، مشيرة الى ان الحكومة تنفذ الأهداف القطاعية لتطوير واستغلال وتنويع مصادر الطاقة المحلية وان وزارة الطاقة والثروة المعدنية و ضعت من خلال خطتها الإستراتيجية هدف إستغلال الصخر الزيتي لإنتاج الزيت، وكما ان الوزارة طورت واستقطبت شركات عالمية مالكة للتقنيات المعروفة في هذا المجال.

واوضحت الوزيرة ان الحكومة وقعت ثلاث اتفاقيات امتياز لإنتاج الزيت بالتقطير السطحي للصخر الزيتي وبإستخدام تقنيات مختلفة للتقطير ومع شركات عالميه، ولم تبدأ أي من هذه الشركات بأعمال الإنشاء والبناء لمشاريعها ولكنها تعمل على تنفيذ دراسات الجدوى الإقتصادية البنكية لتمكينها من الحصول على تمويل لمشاريعها، والتي تتراوح ما بين 2-4 مليار دولار ، علماً بأن الحكومة لا تساهم مالياً بتنفيذ هذه المشاريع.

ولفتت زواتي الى ان الحكومة وقعت اتفاقية امتياز لإنتاج الزيت بتقنية تسخين الصخر الزيتي العميق مع شركة الأردن للصخر الزيتي المملوكة لشركة شل العالمية وما زالت في مرحلة الدراسات.

بدوره، قال عضو مجلس ادارة مشروع العطارات للصخر الزيتي المهندس محمد المعايطة ان من المقرر ان يرتبط مشروع العطارات في شهر أيار من العام المقبل مع الشركة الوطنية للكهرباء لرفدها بـ 16% من حاجة المملكة من الكهرباء من مصدر محلي لأول مرة.

وأوضح ان المشروع يمثل قضية استراتيجية وخاصة من ناحية انتاج الكهرباء بسعر مناسب لافتا الى أن الحكومة سوف تستفيد من فرق السعر .

وأشار المعايطة الى أن موضوع انتاج الصخر الزيتي في الاردن لازال شائكا وغير اقتصادي.

وبين أنه من اجل استخراج الصخر الزيتي والذي يشكل 8% من الوزن، فإن الامر يتطلب سحبها من الصخر الزيتي عبر كمية من الطاقة ، مشيرا الى تكلفة انتاج برميل الزيتي الصخري كانت ومازالت بحدود 80 دولارا في الوقت الذي يبلغ سعر النفط فيها حاليا حوالي 51 دولارا.

ولفت المعايطة إلى ان توقيع الحكومة اتفاقيات مع الشركات لانتاج الصخر الزيتي لايعني بالضرورة ان الانتاج الفعلي بدأ،لافتا الى الشركات بحاجة لسنوات طويلة من اجل عمل الدراسات اللازمة .

وبين انه خلال فترات سابقة وصلت فيها اسعار النفط لحدود 140 دولارا كان ليصبح من المنطقي استخراج الزيت الصخري.

وأكد ان الحرق للصخر الزيتي وتوليد الكهرباء منه هو الاجدى اقتصاديا حاليا وان ذلك يدعم امن الطاقة، مبررا التاخير في تنفيذ العديد من مشاريع الصخر إلى على عدم جاهزية التنكولوجية.

بدوره قال خبير التعدين الدكتور موفق الزعبي ان عملية استخراج الصخر الزيتي تتم بعدة طرق منه طرق باطنية واخرى سطحية ، لافتا الى أن الطرق الباطنية تستخدم في حال كان الصخر الزيتي على اعماق كبيرة وهو ما قامت به شركة شل حيث تتم من خلال حفر ابار وتسخين الصخر الزيتي داخل باطن الارض لعدة سنوات و ضخ الزيت الى السطح كما هو الحال في عملية النفط التقليدي.

واضاف أنه من الناحية التقنية لم تثبت هذه الطريقة جدواها وبين ان شركة شل العالمية لم تنجح تجاربها وعلى ضوء ذلك تم ايقاف عمل الشركة.

وفيما يخص الطرق السطحية بين الزعبي ان الشي المهم بهذه الطريقة ان طبقات الردم العلوي تتم ازالتها في البداية وطرحها في اماكن مخصصة لها وتتم معالجتها من خلال اجهزة خاصة من خلال الحرق المباشر او التقطير السطحي. وأشار إلى ان التقطير السطحي يتم فيه استخراج الصخر الزيتي وتكسيره في المنجم وتقطيره من خلال جهاز خاص يعمل على احلال حراري للصخري الزيتي تحث ظروف سخونة وضغط معين في مكان مغلق خال من الاكسجين.

وتابع، بعد خروج الزيت الصخري تتم معالجة لاحقة للشوائب من نسب الكبريت الموجودة في الزيت المستخرج ومن ثم يحتاج إلى مصاف خاصة لفصل مكونات الزيت على أن لا ينخفض مستوى النفط عن 60 دولارا للبرميل، اضافة الى نسب ربح المنتج .

وأوضح الزعبي ان الحرق المباشر طريقة بسيطة وهي مجدية اكثر من الطرق الاخرى بما انها اقل تكلفة ولا تعتمد على اسعار البترول داعيا الى التأني بمشاريع اخرى حاليا للحرق المباشر للصخر المباشر لحين اثبات نجاح شركة العطارات، وبالتالي الحكم على مدى نجاح هذه التجربية في ضوء اكتمال عملية انتاجه وتحقيق النتائج المطلوبة ومدى جدواه اقتصاديا ليتم بعدها تعميم هذه التجربة لاحقا في اقامة مشاريع جديدة.

وفيما يتعلق بتجارب دول اخرى في هذا المجال قال الزعبي انه لابد من التمييز بين الصخر الزيتي وعن الزيت الصخري كما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية ،مشيرا الى أن الزيت الصخري هو عبارة عن بترول له مواصفات البترول الطبيعي لكنه موجود في صخور ويتم ضخه كما يتم ضخ البترول الطبيعي.

أما فيما يخص الصخر الزيتي في الولايات المتحدة فهو لغاية لان غير مستغل وان أستونيا لديها خبرة طويلة واكثر من 100 شركة تعمل في هذا المجال وان انتاج الصخر الزيتي يتم لديهم بكميات غير تجارية بالإضافة إلى البرازيل والصين .

مقالات ذات صلة