رحيل الفنان الفرنسي جان بول بلموندو

الملاكم المشاغب الذي بات أسطورة السينما الفرنسية

وقال ميشيل جوديست محامي وصديق بلموندو، في تصريح لتلفزيون بي إف إم الفرنسي، وهو يبكي “يبدو لي أن فرنسا كلها غير سعيدة”.

ويعد بلموندو من أشهر نجوم السينما الفرنسية، ويضم سجله المهني أكثر من 80 فيلماً مع بعض أشهر مخرجيها.

وكتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على تويتر إن فرنسا فقدت “كنزاً وطنياً”.

وقال المحامي جوديست إن بلموندو توفي في المنزل، مضيفا “لقد كان بلموندو متعبا جدا لبعض الوقت. لكنه مات بسلام”.

واشتهر بلموندو، أحد أكبر نجوم السينما الفرنسية بعد الحرب، لأول مرة مع حركة الموجة الفرنسية الجديدة في السينما، التي كانت ترفض الشكل السينمائي الكلاسيكي وتتميز بالروح الشبابية المتمردة على التقاليد، إذ أدى دور البطولة في فيلم “حتى آخر نفس” للمخرج الشهير جان لوك جودار عام 1960.

وأصبح بلموندو، الممثل الجذاب، اسما مألوفا ومعروفا في عالم السينما الفرنسية، إذ أدى أدوارا في 80 فيلماً متنوعة، بما في ذلك أدوار الكوميديا والإثارة.

وعلى الرغم من إبداعه في أداء الأعمال الدرامية الجادة وذات الجماليات الفنية العالية مع مخرجي الموجة الجديدة، إلا إنه تحوّل لاحقاً للتمثيل في الأفلام التجارية السائدة، وأصبح أحد أبطال الكوميديا وأفلام الحركة في فرنسا.

وأدى قراره ممارسة التمثيل في السينما التجارية إلى انتقادات بأنه أهدر موهبته الفريدة، الأمر الذي كان ينفيه دائما.

ولد بلموندو في 9 نيسان (أبريل) 1933 في منطقة “نويي” على نهر السين، ويسكن فيها العديد من المشاهير والأغنياء.

وكان والده النحات الشهير بول بلموندو الذي تزين منحوتاته العديد من المتنزهات الفرنسية. وعلى الرغم من خلفيته الثقافية هذه، فقد بدا أكثر انجذاباً لعالم الرياضة من الفنون وكان ملاكماً متحمساً في شبابه.

وبمجرد أن اكتشف التمثيل، استغرق الأمر ثلاث محاولات فقط، قبل أن توافق إحدى اقدم المدارس الدرامية في أوروبا “كونسرفتوار الفنون الدرامية” في العام 1952 على قبوله كطالب. بيد أنه سرعان ما ترك المعهد العام 195، رغم تحقيقه نجاحاً جيداً في مسيرته التمثيلية فيه وكان مرشحا لنيل جائزة أفضل ممثل، بسبب مشاركته في فقرة تمثيلية تسخر من مدرسته واساتذته.

وتوقع أحد أساتذته في ذلك الوقت، أن بلموندو لن ينجح أبداً في حياته المهنية بسبب ما سماه بوجهه “المشاغب”.. لكن بلموندو أثبت أن أستاذه كان على خطأ. إذ شارك بعدها في أكثر من 80 فيلماً، حقق أغلبها شهرة غير عادية، على مدار نصف قرن.

واكتسب بلموندو شهرته لأول مرة في فيلم “كن جميلاً لكن أصمت” عام 1958، وكذلك فيلم “جولة مزدوجة” لكلود شابرول العام 1959، واستحوذت فيه جاذبيته على الفيلم.

وأدى بلموندو دوراً رئيسياً وحيداً باللغة الإنجليزية، في فيلم “باريس تحترق” العام 1966، إذ انضم إلى مجموعة من نجوم هوليوود بما في ذلك كيرك دوغلاس وأورسون ويلز في هذه الملحمة المتقنة في زمن الحرب حول تحرير باريس.

وكان بلموندو شدد على أنه “إذا كان هناك من نصيحة أسديها للممثلين الشباب، فهي عدم إهمال الأسلوب أبداً: فبدون أسلوب تقني، أنت تحد من الإبداع والابتكار. المهم هو النتيجة، وليس الجهد والألم الذي تتكلفه”.

وقال بلموندو ذات مرة “عندما ينجح الممثل، يدير الناس ظهورهم له ويقولون إنه اتخذ الطريق السهل، وإنه لا يريد بذل جهد أو المخاطرة”.

وأضاف “لكن إذا كان ملء دور السينما بهذه السهولة، لكان عالم السينما في حال أفضل بكثير مما هو عليه. لا أعتقد أنني كنت سأبقى في دائرة الضوء لفترة طويلة إذا بقيت أقوم بأداء أدوار اعتيادية. الناس ليسوا بهذا الغباء”.

مقالات ذات صلة