تحمس… تمسح… تمحس

عارف عواد الهلال

حرير- مع أن كلمة  ( #تمحس ) وردت في #معجم_لسان_العرب بمعنى (الدلك) في دباغة الجلود، إلا أنني أرى استخدامها في الحكاية الشعبية آتيا من تصحيف كلمة (تمسح)، وهذا أمر شائع في المحكي، مثل: (قضب) بمعنى (قبض)، واستخدام الكلمتين (تمحس) و(تمسح) قريب المغزى بين اللفظتين، فالتمحس والتمسح يؤديان ذات المعنى، فالأولى تعني الاحتكاك بقوة، وهو ما يعني القرب حد الالتصاق، و #التمسح ليس بعيدا عن ذلك، ولعل لفظ (التحمس) الذي يجيء من ( #الحماسة )، وهي شدة الرغبة، غير مفارق للمعنى.

شعبيا، كان البدو يطلقون كلمة (تمحس) على الماشية التي تحك أبدانها بحبال بيت الشعر، أو بالأعمدة الثابتة، أو بالأوتاد الراسخة للتخلص من علة لا تزول إلا بالاحتكاك، والفلاحون كانوا يستخدمون ذات الكلمة في ذات السياق، إذ يطلقونها على الدواب التي تحك جنوبها بجدران البيوت، وكلاهما: البدو والفلاحون قد يبدلون (السين) (كافا) فتصير (يتمحك)، وفي اللفظ الشعبي يتحول حرف (الكاف) إلى (جيم) مغلظة، فيأتي التعبير شديد الجَرْس، قوي الدلالة.

(التحمس) لأجل (التمسح) الذي يفضي إلى (التمحس)، بمن يتوهم بأنهم مثقفون لا يصنع ثقافة للباحثين عن الشهرة وحب الظهور، فالثقافة حصيلة وليست هبة يأتي بها (الـتمسح) أو (الـتمحس)، فمن لا يملأ كنانته بسهام هو رائشها، سيبقى خالي الوفاض، ولن يشفع له (تمحكه) بأذيال من لا يملكون له عطاءً.

مقالات ذات صلة