انت….هل فعلت هذا

بلال حسن التل

حرير – تعج وسائل الإعلام التقليدية، المقرؤة والمسموعة والمرئية، واكثر منها وسائل التواصل الاجتماعي، بالكتابات والأحاديث التي يهاجم اصحابها من خلالها غيرهم، ويعيبون عليهم من ابناء أمتنا تقصيرهم بحق فلسطين عموما، وقطاع غزة على وجه الخصوص، كجزء من هجوم هؤلأ على الواقع العربي المأزوم والمهزوم. ومثلهم يفعل ذلك بعض الذين يعتلون منابر الخطابة لمهاجمة الامة، وهو الهجوم الذي زادت وتيرته بعد معركة طوفان الأقصى، وما تلاه من عدوان اسرائيلي غاشم على قطاع غزة.

والسؤال الذي يطرح نفسه على كل واحد من هؤلأ هو هل سألت نفسك قبل ان تتهم غيرك بالتقصير، ماذا فعلت انت لأهل غزة؟

هل تبرعت بشئ من مالك لهم، علما بأن هناك طرق معروفة لتحويل المساعدات المالية لأبناء غزة، وهناك من يقوم بذلك،من المواطنين وعبر طرق شرعية، فلماذا لاتكون انت من المتبرعيين بالمال لقطاع غزة؟.

هل تبرعت لأبناء قطاع غزة بشىء من المواد العينية غذاء او دواء او كساء؟، فهناك من هو قادر على إيصال تبرعك لمن يستحقه في قطاع غزة ، كالهيئة الخيرية الهاشمية، او غيرها، حيث قدم حي الطفايلة في عمان و كذلك مدرسة اربد الثانوية الشاملة للبنين حيث قدم كل منهما نموذجا في إيصال المساعدات لغزة، وهو نموذج يمكن ان يطور في سبيل دعم ابناء قطاع غزة.

هل شاركت في حملة من حملات التبرع بالدم لأبناء غزة، فهم اشد ما يكونون حاجة لنقطة دم تسعف جريحا منهم.

هل قاطعت الدول التي تدعم العدوان على غزة مقاطعة شاملة وعلى كل الصعد، خاصة اقتصادي وثقافيا، فلم تعد تشتري من منتجات هذه الدول، ولم تعد تذهب اليها سائحا فتدعم اقتصادها؟، وهل لم تعد تلبي دعوات سفاراتها ودبلوماسييها، ولم تحضر انتاجاتها السينمائية وغير السينمائية، التي فوق انها تدعم اقتصاد هذه الدول، فان هذه الانتجات طالما مجدت إسرائيل، وروجت لها؟.

هل استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لمراسلة من تعرفهم في دول العالم، وباللغة التي تعرفها او درست بها، لكي تشرح لهم حقيقة مايجري في قطاع غزة على وجه الخصوص، وفي سائر فلسطين على وجه العموم؟. أما ان وسائل التواصل الاجتماعي هي بالنسبة لك منبر لشتم امتنا، ولنشر الاحباط بين أبنائها وانت واحد منهم، عليك مسؤولية المساهمة في تغير واقعها، الذي لن يتغير الا اذا قام كل واحد من ابنائها بواجبه، ولم يكتفي بلعن غيره والتبرم من واقعها وابراز عيوبها التي هي عيوبنا نحن، فعلينا ان نتغير ليتغير واقع امتنا.

مقالات ذات صلة