المبدعون.. يصنعون الفرق

كتب حاتم الكسواني

اما وقد رحل اليوم الإذاعي الأستاذ هاني الفرحان احد  مبدعي الإذاعة البرامجيين ، فإنني أعيد مقالا كنت كتبته بمناسبة الإحتفال بأيام الإذاعة ومناسباتها  تحت عنوان “المبدعون يصنعون الفرق “

المبدعون في كل مجالات الحياة هم أولئك الذين يصنعون الفرق وحيث تحتفل أسرة الفن الإذاعي المسموع بأعيادها بدءا بإحتفالها بالعيد العالمي الأول للإذاعة الذي أقرته منظمة الثقافة والعلوم ( اليونسكو ) في الثالث عشر من شباط من كل عام وإحتفالا بالعيد الخامس والخمسين لإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية ويوم المذيع الأردني العاشر اللذين يصادفان في الأول من آذار من كل عام فإن هذا الإهتمام بالإذاعة ونجومها وأثرها يدعونا للإحتفال إعلاميا بالمذيعين الأردنيين الذين صنعوا الفرق وطنيا في الفن الإذاعي. والذين صنعوا الفرق هم أولئك الذين إبتدعوا قالبا أو خدمة إذاعية كان لها مردود إيجابي على جماهيرية الإذاعة وموقف المتلقين منها وهم أيضا أولئك الذين إمتلكوا الشخصية الإذاعية والحضور الإذاعي المميز ( الكريزما ) ما مكنهم من إمتلاك قوة التأثير بجماهيرهم ومستمعيهم .فالعمل الإعلامي ببساطة رسائل يصنعها القائم بالإتصال ويرسلها عبر وسيلة إلى جمهور متلق ليصنع أثرا به فيبني لديه قيمة إيجابية أو يضمه إلى المقتنعين برأي عام أويغير سلوكا من سلوكياته، ولايقدر على ذلك إلا إعلامي يعرف دوره ويمتلك أدواته وهؤلاء هم الذين يصنعون الفرق.  

في هذه الأيام الإحتفالية نتذكر ثلة ممن أعتقد أنهم صنعوا الفرق في إعلامنا الوطني الإذاعي : شيخهم الأستاذ مازن القبج الحاصل على جائزة اليونسكو كأفضل شخصية إتصالية في العالم الثالث والذي ذكره عالم الإتصال ولبر شرام كنموذج من نماذج الشخصيات الإتصالية الناجحة وقد حاز على ذلك نتيجة لأسلوب أدائه السهل الممتنع واستخدامه لغة بسيطة مباشرة يفهمها جمهور المزارعين الذين كانوا يتابعون برامجه الموجهة إليهم .

الأستاذ إسحاق المشيني الذي قدم للفن الإذاعي الأردني عبقرية البرنامج الشعبي ( مضافة أبو محمود ) الذي إقترب من قضايا الوطن والمواطن وناقشها بدرجة كبيرة من التماهي بين أسرة البرنامج والمستمعين ما مكنه من تسجيل أعلى درجات التأثير بالمستمعين خلال مسيرة العمل الإذاعي الوطني .

الأستاذ إبراهيم السمان لإبتداعه خدمة تقديم رسائل التثقيف الصحي من خلال البرامج الإذاعية.

الأستاذ هاني فرحان لبدئه مسيرة البرامج التنموية والإقتصادية من خلال خدمة البث الإذاعي ما دعا الإذاعة للنزول ميدانيا إلى الجماهير في كافة القطاعات الإنتاجية لشرح أهداف خطط التنمية الثلاثية والخمسية التي نفذها الأردن في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وإبراز وتسويق  مشاريعها .

الأستاذة عائشة التيجاني لإبتداعها أسلوبا وشكلا جديدا ممتعا للبرامج الثقافية.

  الأستاذ نظمي السعيد الذي أحدث نقلة نوعية في برامج الرياضة والشباب من خلال خدمة البث الإذاعي بإيصال أخبار النشاطات الرياضية التي تجري في ملاعبنا وحفز الشباب للإنخراط فيها.

 الأستاذ كمال أباظه صاحب التعليق السياسي الشارح والمسوق للمواقف السياسية الأردنية في مواجهة إذاعات عريقة وذات جماهيرية كبيرة على الساحة العربية ضمن ظروف سياسية حرجة كان يعيشها بلدنا .

الأستاذ صالح جبر الذي نقل برنامج الخدمات ( البث المباشر ) من برنامج المذيع فيه محايد .. يمثل فقط  حلقة وصل بين المواطن والمسؤول …مذيع هياب من مؤازرة المواطن إلى مذيع مفوض من المواطن لتناول قضاياه ليعزز دور المذيع الممثل للسلطة الرابعة بإمتياز .

الأستاذ محمود ابو عبيد ذلك الذي سبق زمانه بعشرات السنين فصنع مادة إذاعية لبرامج المنوعات تشكلت من قطعات سريعة لمكونات برامجه من المعلومات والموسيقى والغناء ترقى لفن الفيديو كليب التلفزيوني الحديث الذي تميز بالقطع السريع لمكونات مادته.

على عمر فريج مذيع البرامج الدينية الذي إبتدع فن الأداء الهادئ الرزين لها كما بدأ نوعية البرامج الإذاعية التصويرية لجمال الطبيعة الدالة على عظمة الخلق والخالق الجميل ، المصور ، الخبير  ،المهيمن   .

هذا بالإضافة إلى عشرات النجوم الذي أسسوا مدرسة الأداء الإذاعي البرامجي والإخباري .

وبعد فإنني أدرك بأنه قد فاتني ذكر عديد ممن صنعوا الفرق في مسيرة الفن الإذاعي الأردني أرجو أن يستكمل العارفون أكثر مني إبراز مسيرتهم  .

وهذه دعوة لكل العاملين في حقلنا الإذاعي في القطاعين العام والخاص بأن يحرصوا على تقديم صورة من صور التميز التي تضعهم بين صفوف من يصنعون الفرق بمثابرتهم وتميزهم فتحتفظ تجربتنا الإعلامية المسموعة ببريقها وألقها وإحتلالها مركزا متقدما في التجربة الإذاعية العربية والعالمية .

مقالات ذات صلة